تاريخ النشر: 26/02/2010
الناشر: طوى للنشر والإعلام
نبذة نيل وفرات:"أرواح عارية" مجموعة قصصية كتبها الأديب محمد حامد، استندت في معظمها على مقاربات نفسية - اجتماعية، يمكن أن تقرأ منفصلة تحت عناوين مختلفة. في الوقت الذي يمكن أن تقرأ متصلة، لأنها تسلك خطوة فخطوة الذات الإنسانية تقترب منها وتكشف عن ارتحالاتها وأحلامها، في الوقت الذي تصورها في تفاعلها مع ...محيطها الاجتماعي اليومي، وما ينجم عن هذا التفاعل من حالات إنسانية، البعض منهم يقبل ذاته كما هي يتصالح معها ومع المحيط، والآخر يغترب عنها، ويقسو عليها ويبقى يحلم.
في "خاثرٌ جداً" نرى إنساناً مستكيناً ينتظر من الأرض "أن ترتفع من بداية أكتافي بمقدار أنملة حتى منتصف رأسي، ثم تهدهدني برفق [حتى أنام] وتراقب أحلامي... هل أحلم بالمستحيل؟.. أنا الذي أقسو على ذاتي واجلدني، فقط حتى أشعر بالتصالح معي، يبدو أنني تغيرت قليلاً..." و"حتى أرتاح وكي أكون رجلاً عملياً.. لا بد أن أتعلم البلادة".
أما في "إجازة مفتوحة" نقرأ حكاية أخرى، بطلها واحد من الناس الذين يعيشون بيننا في كل يوم ولكن لم يخطر في بالنا بماذا يشعر، أو بماذا يحلم، هو معنا في الشركة وفي البيت وفي المطعم إنه "الفراش" تقول له زوجته "أن تعمل فراشاً، ثم تنتظر مني أن أعاملك كملك تكن سخيفاً"، أما هو لا يملك إلا أن يحدث نفسه "بأن الحياة رخيصة حتى زوجتي تسخر من مشاعري، تضعني دائماً في قالب الوظيفة"، أما في العمل فمديره "يجمع كل سخط الأرض ويصبه في رأسه، يعتقد أنني فراش ومساحة لتفريغ غضبه، منصبه لا يسمح له بأن يتخطى حدوده ويعبث بإنسانيتي".
ما تريد أن تقوله هذه الرواية القصيرة بصفحاتها والواسعة بمعناها، أنه يجب أن نغير الكثير مما رسخ في عقولنا ونتحرر من النظرة إلى الآخر وفق سلم قيم اجتماعية جديد يعطي قيمة لإنسانية الإنسان فزمن السيد والعبد ولى، وكل منا يحتل موقعاً ليخدم به الآخر سواء أكان منصباً كبيراً أم صغيراً، مديراً أم فراشاً، فالمجتمع لا يتكامل إلا بتآزر أعضاءه.
"أرواح عارية" بشكل جريء وجديد في كتابة النص النثري في الأدب العربي الحديث، وشهادة على اجتهاد كاتب روائي يكتب بأمانة، لينقل للقارئ واقعاً أرقه، فكتب عنه كاشفاً عن مآسٍ متعددة لحالات إنسانية داخل مجتمعنا العربي المليء بالمتناقضات، فينتقده ساخراً، ويضع يده على الثغرات، يعريها ويكشف زيفها، ليقول لنا إن الإنسان هو الحقيقة الوحيدة وهو الهدف في نهاية الأمر وليس ما تحمله من شكليات وقوالب وضعنا أنفسنا في داخلها كسجين يأبى الخروج إلى النور. إقرأ المزيد