رحلة مع الشامي المرابط شيخ الإسلام أبي عمرو الأوزاعي
(0)    
المرتبة: 106,600
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:العلماء هم ورثة الأنبياء، ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة... من هنا كان العلماء الربانيون المجاهدون أحباب الله المقربون، أهل الريادة الهادية على طريق الأمة، أولئك الذين لا تعرف الغفلة إلى قلوبهم سبيلاً، فإذا أوتوا ...العلم بادروا إلى العمل به على سنن الإخلاص وصدق الوجهة، وإذا ذكَّروا أو ذُكروا بالكلمة المنورة الهادية، تذكروا بوجل قلب وقفان في طاعة الله والتقرب إليه.
هؤلاء البررة الربانيون المخبتون الدارسون المعلمون، العاملون بعلمهم والمجاهدون، يستوقفك أول ما يستوقفك في سلوكهم: الأدب مع الله تعالى، والإضاءة التي تشرق بها أعمال القلوب وأعمال الجوارح جميعاً؛ يأخذون على أنفسهم ما يأخذون، ويذرون ما يذرون، على نور من الله تعاى في سربال من تقواه، آخذين على أنفسهم أن يدوروا مع الحق حيث دار. من هؤلاء صاحب هذه السيرة، المرابط المعلم، الحجة الثبت، العابد الواعظ، قوّال كلمة الحق، شيخ الإسلام وإمام أهل الشام في زمنه بلا مدافعة ولا مخالفة، وأحد العلماء العاملين المرموقين، من نبغة تابعي التابعين، الشامي الدمشقي، الذي انعقد الإجماع - كما يقول الإمام النووي - على أمانة وجلالة وقدرة وعلو مرتبته وكما فضيلته وإجلال أعيان أئمة زمانه من جميع الأقطار له، وإعترافهم بمزيته؛ هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، المتوفى سنة 157هـ. كانت ولادته سنة 88هـ، سكن دمشق خارج باب الفراديس، ثم تحول إلى بيروت، فسكنها مرابطاً في سبيل الله إلى أن مات بها. كانت حياته حافلة بالمكارم والعظات جمع في شخصه مناقب لا تحصى. وإذا ذكر الرواد المتميزون جاء ذكره من بين أهل العلم في الرواية والدرابة وفقه الكتاب والسنة، وأقوال أئمة الهدى على صعيد الفقه والإستنباط منهما، ناهيك عن الوثيقة بالعربية وآدابها ومراميها، والسلوك المزدان بالعلم النافع، والتربية على العمل به، والصدع بالحق الذي نزل به الكتاب أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، والمرابطة في سبيل الله حتى وافته المنية. هذا وقد جاءت هذه السيدة ضمن قسمين. ضم القسم الأول سيرة الإمام الأوزاعي وتم تحصيص القسم الثاني لجملة وافرة من مرويات الإمام الأوزاعي الحديثية وأيضاً من أقواله وفتاواه الفقهية ثم مجموعة من مرويات الإمام الأوزاعي عن ثلة مباركة من الأصفياء أهل القلوب في أحوالهم وأقوالهم. إقرأ المزيد