تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار ابن كثير للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يأتي هذا العمل دراسة وتحقيقاً عن قراءة الإمام الحسن البصري، أقدم القرّاء الأربعة عشر عهداً، التي من خلالها يتمكن القارئ من الوقوف على حلقة تاريخية بالغة الأهمية في علم القراءات بالديار العراقية.
وتكمن أهمية هذا العمل في أكثر من منحىً؛ ففيه عمد المحقق إلى التعريف بالأهوازي ودوره الكبير في ...فن القراءات من خلال ترجمة مستفيضة له، ومن ثم قام بالتعريف بصاحب القراءة الحسن البصري، نوضع له أيضاً ترجمة علمية سلّط فيها الضوء على شخصه قارئاً، كاشفاً النقاب عن أدواره الكبيرة في فن القراءة ومساهماته الجليلة فيه، ليقدم من ثم نصاً محققاً، يعتبر من نوادر المخطوطات في علم القراءات، متوخياً في ذلك الفقه والأحكام.
والغاية وضع هذه المفردة في موضعها الصحيح في المكتبة العربية والإسلامية يستفيد منها بالإضافة إلى العاملين في علم القراءات ورسم المصحف وهجائه وعلم الوقف والابتداء وغيرها من العلوم القرآنية، وأيضاً تشمل فائدتها غيرهم من الباحثين في علوم اللغة العربية من النحو والصرف والصوتيات واللسانيات والمعاجم اللغوية واللمحات، فينهلوا فيها، كلُّ تبعاً لمجاله، وبالعودة هذا تعريف موجز بالأهوازي ثم بالحسن البصري.
أما الأهوازي فهو علي الحسن بن علي بن شاهديه الأهوازي، ذو أصل فارسي، والملقب بـــ"أبو علي الأهوازي" كما يكنّى أحياناً بــ"الأهوازي" نسبة للأهواز مسقط رأسه وذلك في عام 362هـ نشأ وعاش في أهواز وكان إهتمامه منذ الصغر بالقراءات ورواياتها كبيراً للغاية، حيث يقول الذهبي "عني من صغره بالروايات والأداء" وقرأ على كبار القراء في زمانه من قبل الغضائري والكرجي.
وقد ذكر الأهوازي أنه قرأ لورش عن قراءته على عبد الله بن مالك بن سيف صاحب الأزرق؛ شكلت البصرة أولى محطات ترحاله في طلب القراءات، ثم الموصل ودمشق والرقّة ثم طبرية والرملة ومصر والحجاز وقد تكللت جهود الأهوازي العلمية بالنجاح الكبير وارتقى في آخر مساعيه إلى "الأستاذية" أعلى الدرجات العلمية، فأصبح شيخ القراء في عصره، إذا لم يكن "مقرىء أهل الشام" فحسب بل كان مقرئ الآفاق"؛ ولا شك أن رحلته في طلب العلم وعنايته الكبرى في القراءات وإقراءه الناس دهراً بدمشق وحسن تواليفه شكلت عوامل نجاحه؛ كانت وفاة الشيخ الأهوازي في دمشق سنة 446هـ.
أما الحسن البصري فيعتبر من أبرز شخصيات السلف الصالح من التابعين في القرن الأول للهجرة النبوية التي كان لها حضور كبير وصدى قوي في مناح عديدة على أهل عصره، ليس في البصرة فحسب؛ بل في شتى الأعصار الإسلامية، وذلك لما اتصف به من أخلاق رفيعة وآداب حميدة ولسعة مداركه في العلوم والمعارف مع الإحاطة والدراية كما أوردها ابن سعد مجموعة: "كان الحسن جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً ثقة مأموناً عابداً ناسكاً، كبير العلم، فصيحاً جميلاً وسيما"، هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، سيد أصل زمانه علماً وعملاً، أحد العلماء الفقهاء والفصحاء النسّاك، ولد سنة 21هـ، نشأ بالمدينة المنورة، كانت له مشاركات عديدة في فتوح الشرق؛ كان رأساً في العلم والحديث، إماماً مجتهداً، كثير الإطلاع، رأساً في القرآن وتفسير وفي الوعظ والتذكير وفي الحلم والعبادة كما ورأساً في الزهد والصدق وفي الفصاحة والبلاغة كانت وفاة الإمام الحسن البصري 110هـ. إقرأ المزيد