تاريخ النشر: 16/10/2009
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،
نبذة نيل وفرات:الآداب بشكل عام هي دائماً تعبر عن حضارة شعب من الشعوب، أو أمة من الأمم، فما بالك بلمحة إنسانية عريقة تجذرت في التاريخ القديم ليتجاوز عطرها "القارة الهندية" إلى أصقاع العالم الآخرى. يجمع الكتاب "معجم آداب الهند" للكاتب بيار سيلفان فيليوزات، ومن ترجمة وتقديم الأستاذ حبيب الله نصر الله ...نصر الله بين دفتيه أربعة آلاف عام من تاريخ الأدب الهندي، الذي هو تعبير عن حضارة عموم القارة الهندية وتبرز بشكل رئيسي في الأدب السنسكريتي، منذ كتب الفيدا، الصروح الأدبية الإنسانية الأولى ذات الأهمية الكبيرة، وحتى العصر الراهن. لقد شهد تاريخ الهند اللغوي قيام العديد من اللغات على ركائز أدبية حية خلال عدة قرون ثم إستبدلها بأخرى، حتى تشكيل اللغات الحديثة الكبرى التي تحدد مختلف دول الهند الحالية وتتفرد بتنوع ونمو معبرين للإنتاج، تضاف إلى ذلك آداب شفهية بلهجات زالت علاماتها طوعاً من اللغات الكبرى، والتي لم تلجأ في السابق إلى تعميمها كتابة، لأنها قليلة المنفعة على الصعيد المحلي. لكن في القرن العشرين، وبخاصة منذ إستقلال الهند، جمعت هذه الآداب ونشرت وأصبحت الآن آداباً مكتوبة تؤكد على أصالتها. يجمع كتاب "معجم آداب الهند" في داخله مواد غنية ومتنوعة بمعلوماتها من مشرح وقصة وشعر... إلخ في الأدب الهندي القديم والحديث، جاءت على شكل مقالات ملخصة وجامعة لهؤلاء الأدباء المشتركين بنفس وسائل التعبير والأساليب الأدبية والذهنية، كتبت باللغة السنسكريتية، والتي هي اللغة الثانية لكل المتكلمين بها ومستخدميها وخصوصاً الكتاب الذين إحتاجوا إليها للتعبير عما كانوا يصبون إليه، لذلك كان القرن العشرون الشاهد على تحولين في الأدب السنسكريتي، ففي النصف الأول أقحمت السنسكريتية في المعركة من أجل الإستقلال، وفي النصف الثاني شاركت في الحركة الكبيرة التي تقوم بها الهند لإمتصاص الثقافة الحديثة التي أصبحت عالمية الآن. لذلك جاء نصف الحجم الكلي للمقالات المكرسة للهند، قد كرست للأدب السنسكريتي، بينما قسم الباقي حوالي العشرين لغة، وهذا يسمح بتحليل دور المصدر الذي لعبه الأدب السنسكريتي بالنسبة لكل الآداب الإقليمية في كل عصر. إن ما يميز الأدب الهندي هو المحافظة على الأصالة، رغم تأثره بالأدب الأوربي، ولكن من دون الإستعارة، وإنما الهدف هو الإنضواء في الأدب الشامل. وبما أن للهنداوية جذور عريقة في الحضارة القديمة والقروسطية، فكان لا بد من نبشها لكي نعطي اللغة السنسكريتية حقها ومكانتها ودورها الرائد في الأدب الهندي. وبما أن الكلمات السنسكريتية قد تبنتها لغات عديدة أخرى، فقد أجرى عليها تغيير في الكتابة أحياناً، وبالتالي لا مجال لتسويتها، فلكل لغة كتابتها وأحياناً عدة كتابات، كاللغة السنسكريتية، ولكل كتابة أنظمة نسخ متعددة، أي أن هناك نمطان من الكتابة مستخدمان، الأول يتضمن علامات حركية يتبناها بشكل عام المتهنودون منذ نهاية القرن التاسع عشر،والثاني هو نتيجة للوجود الإنكليزي في الهند، وأخيراً هو كتابة فرنسية لا إستخدام لها إلا بالأدب الفرنسي الخاص بالهند. "معجم آداب الهند" كتاب غني بمعلوماته، يعبر عن حضارة متجذرة في التاريخ القديم ولا زالت حتى عصرنا الراهن، علمتنا اللاعنف والتسامي في فلسفتها مع طاغور وغاندي، والخيال المبدع في آدابها، والصبر في حياة شعبها. إقرأ المزيد