في التنمية الريفية ؛ نظرة في المفاهيم والإشكالات
(0)    
المرتبة: 63,437
تاريخ النشر: 01/09/2009
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:هنالك العديد من المفكرين اليوم الذين ينذرون بقرب نهاية الحياة على هذه الأرض إذا ما إستمرت أزمة التلوث البيئي على ما هي عليه اليوم. هذا التلوث الكارثي الذي يسمم التربة والهواء والماء والنبات وجميع الكائنات الحية بما فيها الحيوانات. والذي يقرأ ما يكتبه رجال العلم والإختصاص في هذا الحقل، ...لن يستطيع التفلت من هذه اللفحة التشاؤمية التي تلفه فور إطلاعه على توقعات هؤلاء الإختصاصيين، والتي تشير إلى مستقبل أسود وظلام حالك، من هذه المؤشرات المرعبة مثلاً ما قد تسببه الثغرة الأوزونية على الأرض الذي نعيش منها وعليها، أضف إلى ذلك إزدياد مياه البحار التي أغرقناها بأوساخنا ونفاياتنا والمليء بعضها بالإشعاعات النووية التي تفرزها المصانع لقتل كل أنواع الحياة بما فيها أسماك ونبات. وكذلك مشكلة الإحتباس الحراري وتداعياتها. وأما تلوث الهواء بأكسيد الكربون وغيره من الغازات الصاعدة من مداخن المعامل والمصانع ومولدات الكهرباء والسيارات التي قارب عددها عدد سكان الأرض بما لم يعرف التاريخ له مثيلاً...أضف إلى ذلك تعرية الجبال من أحراجها التي تحترق إهمالاً وقصراً، أو تقطع دون تمييز بين أخضرها ويابسها، لتستعمل أخشابها وقوداً دون أي إعتبار، وما قد يلحقه هذا العمل اللامسؤول من تحولات خطيرة في التوازن البيئي لجهة الحرارة وشحّ في معدلات هبوط الأمطار، وما يستتبع ذلك من ذيول خطيرة على حياتنا جميعاً، وأخيراً وليس بآخر ما يحدثه هذا التلوث من أخطار على التربة الزراعية، وما في هذه التربة وما عليها من حياة نباتي وحيواني وإنساني. كل هذا بسبب الإسراف في إستعمال الأسمدة الكيمياوية والرشوش السامة، وسوء إستعمالها مما يدخل العديد من هذه السموم إلى صميم الخلايا النباتية فتصل عاجلاً أم آجلاً إلى جسم الإنسان. حول هذا الهم البيئي الإقتصادي الإنساني تأتي مجموعة هذه المقلات التي يضمها الكاتب والتي كتبها المؤلف في مناسبات ومؤتمرات عدة ومشاركات مختلفة له في هذا المجال. وقد جاءت ضمن قسمين: القسم الأول يتناول فيه الريف: الواقع والمأمول والمرض والعلاج ومفهوم التنمية الريفية ذات النظرة الشاملة، وحضارة الريف الزراعية وأزمة القيم فيها. وأما مقالات القسم الثاني فهي تعالج مشكلة النزوح السكاني وأثره على الريف والسياسة البيئية في الريف، والسلوك الإجتماعي والثقافة والبيئة. ويمكن القول بأن الهدف من هذه المقالات هو السعي نحو الإنماء الريفي، لأنه لا أمل يرجى لأي نهضة قومية إن هي أهملت جذور تراثها الأصيل، هذا التراث المتجذر أساساً في القرية قبل أن يكون في المدينة. إقرأ المزيد