زاد الساجد من آداب المساجد
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار غار حراء
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن كل أمةٍ من الأمم كانت على دينٍ سماوي أو ذات إعتقادٍ وضعي اتخذت لدينها أو معتقدها مقراً أو مركزاً تحيي فيه مناسباتها، وتعقد فيه إجتماعاتها، وتُمضي فيه أمورها، ولئن كان أصحاب المبادئ والمذاهب والمعتقدات قد اتخذوا لأنفسهم تلك المقرّات والمراكز فإن الله تعالى قد ارتضى لمن يعبدونه أن ...يكون لهم دُور عبادة وبيوت هدايةٍ وتُقى، إلا أن غير المسلمين جعلوا لدُور العبادة طقوساً وآداباً ربما لا تليق بحرمة تلك الدور على النحو الذي يرضي الله تبارك وتعالى، ومَرَدُّ ذلك لأسباب يضيق المجال عن ذكرها.
أما المسلمون فقد كان للمسجد عندهم وضعٌ متميزٌ جداً جداً، والمصدر في ذلك كتاب الله تعالى وسُنَّة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما كتاب الله تعالى فقد بَيَّنَ للمسلمين جميعاً أن المساجد إنما هي بيوت الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾... [سورة الجن: 18].
فإذا كانت كذلك فإنه يتوجب على المسلمين تقديس بيوت الله تعالى وإحترامها بسبب تشريف نسبتها إلى رب العزّة جلّ جلاله.
وأما السُّنَّة المطهرّة فقد بيَّنت ووضَّحت وفصَّلت في شأن المساجد الشيء الكثيرة؛ من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسجد بيت كل تقي، وتكفَّل الله لمن كان المسجد بيته بالرَّوح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة"... "المسجد بيت كل مؤمن"... "إن المسجد لا يَحِلُّ لُجنُبٍ ولا حائض"... "أعطوا المساجد حقَّها، ركعتين قبل أن تجلس".
هذا وإن المسجد من أعظم الشعائر الإسلامية لعظيم ماله من وظائف ومهام في الدين الحنيف، والله تعالى جعل الشعائر الإسلامية من مستلزمات التقوى ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾... [سورة الحج: 32].
وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة المشرفة وهي أول بيتٍ لله تعالى وُضِعَ في الأرض فقال لها: "ما أعظمك وأعظم حرمتك غير أن المؤمن أعظم حرمةٌ عِند الله منك".
وما مساجد المسلمين في أرجاء الدنيا إلا منبثقة من ذلك التعظيم، لذلك فقد وجب على المسلم أن يلتزم بآداب بيوت الله تعالى. إقرأ المزيد