الشيخ مرتضى مطهري ؛ الإشكالية الإصلاحية وتجديد الفكر الإسلامي
(0)    
المرتبة: 43,568
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
نبذة نيل وفرات:بين يدي القارئ إطلالة عامة وسريعة على العناصر الفكرية والفلسفية والدينية للمشروع الإصلاحي للشهيد مرتضى مطهري، وعلى البنى والمرتكزات التي قامت عليها دعوته لإحياء الفكر الدينية في الإسلام. ولأن فكر مطهري يتميز بالشمول والإستيعاب من جهة، ولأن مؤلفاته حافلة بالإستطراد وعدم التنظيم، الناشئين من كونها تشكلت في عمومها من ...محاضرات أو دروس أو حوارات ونقاشات، لأن إستيعابها بالدرس والفحص أمر تكنفته الكثير من الصعاب، ويحتاج إلى جهد لا يتوفر لباحث بمفرده، وإلى وقت لا نملكه نحن، ولأجل ذلك حاولنا أن نحصر جهدنا في جانب من جوانب هذا الفكر، نلامسه في عمومه وكليته وفي مبادئه وأسسه وفي مرتكزاته وقواعده وفي آلياته ومنهجه، ليتبين لنا على وجه الدقة منطقه الخاص في خذم هذا الكم الكبير المتشعب من النتاج، وفي سياق هذا السديم المتنوع من الموضوعات والمسائل والقضايا التي تحتويها كتبه وتنطوي عليها. وإذا كان ذلك سيحرم القارئ فرصة التعرف على آراء مطهري في جملة ما عالجه من قضايا، فإنه سوف يعينه في الحد الأدنى على أن يتعرف بشكل واضح على طريقة تفكيره في عمومها، وعلى منهجه في البحث والدرس والتأمل، وعلى الآليات التي توسلها والطرائق التي إستخدمها، والمرتكزات الجوهرية التي أقام على أساسها نظام فكره ونشق إشتغاله. وقد قسمنا دراستنا هذه إلى فصول ستة، خصصنا الأول منها لعصره، لقناعة عندنا مفادها أنه من غير الممكن أن ندرك أبعاد فكر مطهري إلا على ضوء عنصرين: الأول هو الإشكالية المعرفية التي واجهها مطهري في مطلع القرن في خضم إندفاع العالم الإسلامي في لقاء مباشر مع النتاج الفكري والمعرفي الغربي. والثاني هو الإشكالية الإجتماعية السياسية، التي ألقت بظلالها على النصف الثاني منه. ولقد كانت هاتان الإشكاليتان مترابطتين جداً في السياق الذي وجد مطهري نفسه فيه مناضلاً ومفكراً. وعكفنا في الثاني منها على تحديد العناصر العامة لسيرة مطهري الزمنية ولخصائص شخصيته، على نحو الإيجاز والإختصار. أما الفصل الثالث فلقد شكل عندنا صلب الإشكالية، وخصصناه للحديث عن إشكالية الإحياء في فكر مطهري، في معناه ومضمونه، في أدواته ووسائله، في عناصره ومنطلقاته، في عقباته ومعوقاته، وهو محور يكاد يلخص في صميمه كل تجربة مطهري الفكرية، ويختصر جملة أبعادها، ويجمع ما تشتت من عناصرها. فلقد شكل طموح الإحيار الدافع الذي رسم مطهري على أساسه كل خطوات تجربته في الفكر والعمل والنضال. أما الفصل الرابع، فحاولنا فيه أن نتابع المواقف الفكرية التي أطلقها مطهري تجاه مدارس فكرية غريبة تركت آثارها في صميم الوعي المعرفي والفكري لمثقفي عصره، وطغت على مجمل مفكريه سواء في إيران أو في العالم العربي، وجذبت بإتجاهها الكثير من الشباب المأسور بإغراء منطقها وتماسك منهجها وجاذبية مضامينها. وإستعرضنا هناك مناقشته لمذاهب ثلاثة: الأول يتصل بالمجتمع وحركة التاريخ، والثاني يتصل بالنزعات المادية، الإلحادية والعدمية، والثالث بالقيم والأخلاق. وهي مذاهب تركت أثراً هائلاً في سياق الحضارة الغربية، وإنعكس ذلك على مجتمعاتنا بشكل لا مرد له. أما الفصل الخامس فهو محاولة مختصرة لإستخلاص النتائج وتقييم الجهد الذي نهض به مطهري أو النتاج الذي تركه، موضوعاً على خلفية الراهن، آخذين بالإعتبار طبيعة الرهانات التي ولدته، والتحديات الراهنة والحالية في إختلافها وتعقدها وإتساع أبعادها. من غير أن يكون هدفنا فحص مقدار القيمة التي ما زال هذا الفكر يتمتع بها في الراهن، إذا الفكر لا يقيم إلا على ضوء الوقائع التي ولدته، ولا يصح بنظرنا سلخه عنها ووضعه في غير سياقه لتبين قيمته أو جدواه أو نفعه،إلا في حدود منطلقاته ومآلاته،أو دوافعه ونهاياته،أو أغراضه الكلية ومقاصده، أو على ضوء ما يمكن أن يرسخه من عبر وقيم ومضامين منهجية. وخصص الفصل السادس ليكون مسرداً مقتضباً لمؤلفات مطهري في الفارسية، وما ترجم منها إلى العربية. وهو مسرد سوف يكون ناقصاًَ على كل حال، خصوصاً إذا علمنا أن جزءاً كبيراً من نتاج مطهري كان على شكل دروس أو خطب أو محاضرات، ولم يتم إخراجها بتمامها من الأشرطة المسجلة إلى الآن...كما أن جزءاً كبيراً منها لم ينشر أو يحرر أو يذاع، ونحن نعتمد في ذلك على بعض المصادر الموثوقة التي تعتني بمحاولة توثيق نتاجه وإعادة تقويمه وتربيته ونشره.نبذة المؤلف:لقد أنتج مطهري أفكاره ورؤاه على مدى مساحة من الزمن تزيد على ربع قرن، تطورت أفكاره ورؤاه فيها على ضوء التجربة والوقائع والأحداث... ومثل هذه المساحة الزمنية تتطلب أن نندفع لإلتقاط عناصر هذا الفكر على ضوء تطوره وفي سياقات نضوجه وفي مراحل اكتماله، في كليتها وعمومها. وهذا يتطلب منا فعل تفكيك وتركيب من جهة، وتفسير وتأويل من جهة أخرى، تستثمر فيه السياقات التاريخية وجملة الظروف والمؤثرات ومناخات المعرفة والفكر والسياسة والأحداث المحيطة والوقائع. وعليه فما نقدمه هنا هو رؤية تأويلية لجهد مطهري ولنتاجه، تحاول استنطاق نصوصه بغية تكوين رؤية شاملة وعامة لمنهجه، وتأسيس ركيزة منطقية تحكم جماع وتفكيره وتوجه رؤاه، وتربط كل أطراف اهتماماته المعرفية بعضها إلى البعض الآخر، وهو يبقى في جوهره فعل تفسير خاص لا تدعي صوابيته ولا اكتماله ولا سلامة منطلقاته ولا تعاليه على النقد والتفنيد والمناقشة... إقرأ المزيد