تاريخ النشر: 28/05/2009
الناشر: فراديس للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:في غرفة النشاط بالمدرسة أنعزل هناك...في وسط الصخب أهرب إلى الهدوء، أقرأ كتاباً وأحياناً أكتب قصصاً أو مقالات، أحياناً أخرى أحلم وتأخذني الأحلام بعيداً عن المدرسة والطلاب، أحلم أنني في جزيرة بعيدة، جزيرة خضراء والبحر الأزرق يحيط بها، وطيور ملونة تغرد على أغصان أشجارها المائلة، أجلس على كرسي يتأرجح ...بي، وكأس عصير بجانبي، وكتاب جذاب في يدي. عدت من أحلامي، مددت يدي إلى رواية " السجينة "، قصة واقعية لفتاة مغربية كانت تعيش حياة مترفة، وعلى أثر إتهام والدها بتدبير محاولة إغتيال للملك المغربي، يقتل والدها وتقاد هي وأسرتها إلى سجن في الصحراء...رواية شدتني كثيراً لم أجد وقتاً متصلاً لقراءتها، بدأتها منذ ليلة أمس لذا حملتها معي إلى المدرسة كي أكملها في حصة الفراغ. قرأت منها خمس صفحات...ليقطع خلوتي دخول الحارس عبده، يحمل عدة تعاميم لا بد من قراءتها ثم التوقيع عليها، تصلنا تعاميم كثيرة بشكل مبالغ فيه حتى سميت وزارتنا بوزارة التعليم، ممنوع ضرب الطلاب أو حتى تأنيبهم، ممنوع مراجعة إدارة التعليم أثناء الدوام المدرسي...التعميم الأخير تعميم داخلي صادر عن إدراة المدرسة، يخبر عن إقامة مجلس للآباء، منذ قدت إلى هذه المدرسة وهم ينهجون طريقة معينة في هذا الإجتماع، يصفون طاولات كثيرة عليها أسماؤنا والمواد التي ندرسها، ثم يأتي الآباء ممسكين بأيدي أبنائهم، ويدورون علينا كأننا مهتمون! ويطلب الأب من إبنه أن يدله على من يفسد على إبنه حياته ويخيف كل يوم قلبه الصغير...يشير إبنه بشعور القوي نحو المعلم القابع خلف الطاولة، فيتغير وجه المعلم، حيث لا يدري أشرّ أم خير سيق له هذا المساء...من خلال سرد روائي ممتع يحكي الكاتب معاناة المعلم من خلال شخصية الراوي، الشخصية المحورية الذي شاء له القدر أن يكون معلماً ينوء بحمل هذه المهمة التي شكلت وتشكل هماً بل هموماً كان لا بد من حملها والمضي بها ولو على حساب نفسه على دروب بناء أجيال.نبذة الناشر:التعليم تمثيل..! هذا هو الواقع الذي أراه، لا أرى أن المعلم منا يقوم بدور المعلم الحقيقي، بل نحن ممثلون بارعون، أو غير بارعين، ندخل الفصول ونؤدي دور المعلم لكننا نلقي ما نحفظه ثم نخرج، لا نهتم بتربية ولا خلق، كثرة الأعمال الملقاة على عاتق المعلم جعلته آلة كلام، لا يهتم بغير تلقين الدروس، الأهالي كذلك غالبيتهم لا يحرصون على متابعة تعليم أولادهم، ذات يوم قال لي أب: إنكم تقدمون خدمة كبيرة لنا، فأنتم تتولون رعاية أبنائنا لخمس ساعات في اليوم، لا ندري في الواقع ماذا سنفعل بهم لو لم يكن هناك مدرسة؟!
لكن هذا التمثيل ليس عادياً، فهو لا يقدم لنا التسلية بل يصيبنا بأمراض متعددة، وأمراض مزمنة أو خطيرة.. قد تقتلنا!
لم يكن في التعليم شيء يشجعك على البقاء، أو يجلب إليك التفاؤل، بل كل يوم يدرك أن الأمور تسير نحو الأسوأ، ضعفت المدرسة وأصبحت تتأرجح بين قرارات مسئول مجحفة، ونفسية معلمين محبطة، وطلاب ثائرين ضد الملل والكآبة، وآباء يبحثون عن كل زلة على المدرسة. إقرأ المزيد