جادامر ؛ مفهوم الوعي الجمالي في الهرمنيوطيقا الفلسفية
(0)    
المرتبة: 62,681
تاريخ النشر: 25/05/2009
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تكمن أهمية جادامر في الفلسفة المعاصرة في كونه مؤسساً للهرمنيوطيقا الفلسفية كمشروع لكل العلوم الإنسانية، والتي تبلورت ملامحها في كتابه الرئيسي المعنون باسم "الحقيقة والمنهج" ذلك أن الهرمنيوطيقا الجادامرية على نحو ما تبلورت في الكتاب المذكور، كانت محاولة لإدماج الفينومينولوجيا الهوسرلية المتأخرة المهتمة بعالم الإنسان المعيشي مع الهرمينوطيقا الفينومينولجية ...لدى هيدجر المهتمة بتفسير الوجود الإنساني في صلته الحميمة بالوجود العام. وبهذا المعنى فالهرمينوطيقا الجادامرية تسعى نحو التحرر من كل نزعة منهجية تحتذي نموذج العلم الطبيعي التقليدي الذي يسعى إلى تأسيس حقيقة موضوعية مطلقة توجد بشكل مستقبل عن الإنسان وعالمه المعيشي أو عالمه المألوف، وهو النموذج الذي تبنته العلوم الإنسانية والفكر الغربي عموماً منذ العصر الحديث.
تحت عنوان: "جادامر؛ مفهوم الوعي الجمالي في الهرمينوطيقا الفلسفية" يتناول د.ماهر عبد المحسن حسن مبدأ "التمايز الجمالي" الذي يتخذ موقفاً مضاداً لمفهوم "الجميل في الفن" في فلسفة جادامر، ويتخذ في بحثه الهرمينوطيقا أو التأويل الفلسفي منهجاً له ولهذا فهو سيحاول-كما يقول-القيام بعملية "تأويل التأويل"، وذلك من خلال الحوار مع نصوص جادامر باعتبارها هي ذاتها تتطلب فهماً وتفسيراً يقوم على الحوار معها، ولا يحاول تأطيرها من خلال منهج مغاير معد سلفاً. ولتحقيق تلك الغاية يبدأ المؤرلف بتناول الأصول الفلسفية لهرمينوطيقا جادامر، وذلك من خلال استعراض وتحليل التيارات الفكرية اليت كانت في مدرسة ماربورج، والفينومينولوجيا بالإضافة إلى الأصول الجمالية ويعقد مقارنة بين مفهوم الوعي الجمالي في الفكر الفلسفي القديم لدى فلاسفة اليونان، ومفهوم الوعي الجمالي في الفلسفة الحديثة لدى كانط، مبرزاً ارتباط الفن بالمعرفة والأخلاق وأشكال الحياة الاجتماعية في الماضي، هذا بالإضافة إلى طرح مفهوم الاغتراب على مستوى الوعي بالنسبة للعمل الفني، وعلى مستوى الذات الواعية بالنسبة للفنان والمتلقي على السواء، وذلك في الفنون المعاصرة، كما يتناول المؤلف (الفن) باعتباره موضوعاً تاريخياً، مبرزاً غياب الدور التاريخي للفن المعاصر، وانفصال فن الماضي عن فن الحاضر، وذلك من خلال بحث العلاقة بين الفن والتاريخ، وطرح نقد جادامر للمدرسة التاريخية التي أدت برأي المؤلف إلى "اغتراب الوعي التاريخي، وتقديم مفهوم الوعي التاريخي الفعال-وهو مصطلح جادامري جديد-كحل بديل، يجعل من التراث أداة فاعلة في عملية الفهم" وأخيراً يتناول المؤلف محاولة جادامر لوضع أساس انثربولوجي بللفن من أجل ربطه بأشكال الحياة الإنسانية، وذلك من خلال مفاهيم اللعب والرمز والاحتفال، كما يتناول محاولة جادامر من أجل تحقيق تواصل تاريخي بين فن الماضي وفن الحاضر، وذلك بالاستناد إلى بعض المفاهيم المعاصرة، والتي استحدثها جادامر بنفسه، من قبيل: الطابع التعاصري للفن، وتلاحم الآفاق...نبذة الناشر:إن الوعي الجمالي ينطوي على أسلوب فهمنا للفن أو خبرتنا به، والبداهة تقتضي أن كل وعي يكون وعياً بشيء ما. ولكن ما يحدث في حالة الوعي الجمالي هو أن الخبرة -المسترشدة بهذا الوعي- تتجاهل عناصر العمل فوق الجمالية مثل: غرضه ووظيفته ومعنى مضمونه، وتجرده من كل عناصر المضمون التي يمكن أن تجعلنا نتخذ اتجاهاً أخلاقياً أو دينياً، وتنظر إلى العمل من حيث وجوده الجمالي فحسب.
هذا التجريد للعمل الذي يتم فيه تمييز البعد الجمالي عن كل العناصر الأخرى للعمل هو ما يسميه جادامر مبدأ "التمايز الجمالي"، وقد اهتم جادامر بنقد هذا المبدأ وتعريته في كثير من مقالاته عن الفن.
فهل يعني رفض جادامر لمبدأ "التمايز الجمالي" أنه يتخذ موقفاً مضاداً لمفهوم "الجميل في الفن"، أم يعني تجاوزه لهذا المفهوم الذي ساد في علم الجمال المعاصر، وخلق نوعاً من القطيعة والتعارض بين الفن والطبيعة، وبين المظهر والواقع؟
إن الإجابة على هذا السؤال تقتضي الإجابة على أسئلة أخبرى كثيرة من قبيل: هل يمكن أن نحصر موضوع الوعي الجمالي في إطار مفهوم الجميل في الفن؟ وهل مفهوم الجميل في الفن -كموضوع للوعي الجمالي- يكون منعزلاً عن حياتنا الواقعية بكل تجلياتها الاجتماعية والدينية والأخلاقية. إقرأ المزيد