إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم ابن بادي المختصر خليل
تاريخ النشر: 30/12/2007
الناشر: دار ابن حزم، الشركة الجزائرية اللبنانية
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب طابق فيه اسمه مسماه جمع من أدلة الأحكام ما تفرق منها في مختلف الأسفار، والذي وفر فيه وقتاً ثميناً لقارئيه، وأراح الدارسين والمدرسين من عناء البحث والتنقيب عن أدلة الأحكام المتناثرة في شتى الكتب.
هذه الأدلة التي اقتضت ظروف العصر أن لا يكاد يقبل حكم إلا بذكر دليله ...عكس ما كان عليه الأمر من قبل قبول الأحكام مجردة عن أدلتها لثقة الناس مما دونه العلماء من ذلك، واستبعادهم أن يقول العلماء بمجرد أهوائهم، لعلمهم أنهم يخشون الله تعالى في ذلك أشد خشية، وأصبح الناس في بلاد المغرب خصوصاً يعتمدون سيدي خليل دراسة وتدريساً وتطبيقاً، ويطمئنون إلى أحكامه عندما يتحاكمون إلى الفقهاء اطمئناناً كبيراً، فقد حدث لعالم من علماء بجاية العائشين في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وهو الشيخ الطيب شنتير أن ترافع لديه شخصان، فحكم بالحق لأحدهما، فغضب المحكوم عليه قائلاً سآخذ أيها الشيخ بلحيتك أمام الله تعالى، فأجابه الشيخ: وأنا أيضاً سآخذ بلحية سيدي خليل، فرضي الخصم واطمأن.
فعمل المؤلف في هذا بذكر أدلة لجميع مسائل سيدي خليل يبرر تلك الثقة بتلك الكتب دون أن تدلل. ثم إن كتاب الشيخ خليل كنثر صعب الحفظ، فاختار المؤلف أن يشرحه نظماً لصاحبه الشيخ ابن بادي.
ولا شك أن هذا الكتاب يعد لبنة لها قيمتها تضم إلى صرح الفقه الإسلامي على مذهب الإمام مالك. والحقيقة التي لا يسعنا إنكارها أن كل من اطلع على مختصر الشيخ خليل يدرك أن كلاً من الناظم والشارح لنظمه قد شاركا مشاركة محمودة في تذليل العقبات التي كانت تعترض طلاب العلم من حيث التعقيد الذي لا يقدر على حله وتوضيحه إلا الجهابذة الأعلام.
والمعروف لدى فقهاء المذهب المالكي أن مختصر خليل ظل ردحاً من الزمن هو المصدر المعتمد للمفتين والقضاة وطلاب المعرفة، ولذلك استحوذ على عناية الدارسين والمدرسين أولئك يصبرون أنفسهم على معاناة التفهم وهؤلاء يسخرون وسعهم في ممارسة التفهيم. إقرأ المزيد