تاريخ النشر: 22/04/2009
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:مجموعة قصصية في هذا الكتاب للمؤلفة التي تقول فيها: "قررت أن أقوم بتوصيف بعض الحقائق وسردها كما أراها، مشاهد تمر بحياتي، أرى في كل قصة وشكوى وحالة لقطة ما..."، و"سأروي قصصي كما أراها، كإنسانة، تسمع وتتفاعل وتستجيب". هي قصص قصيرة ومشهديات و"لقطات سريعة، صاعقة كبرق يخطف، فيصيب أو يضيء".
بأسلوب ...انفعالي أقرب إلى الشعر منه إلى النثر السردي، وبإطار لا يحدد أفق ألوان لوحاتها المشهدية، تعبّر الكاتبة عن ما تتلمسه حواسها وعن ما تنقله أحاسيسها مباشرة إلى فروة الرأس، لتخرج تعابيراً ميدانية صادقة. "تبهره الفكرة، يريد امرأة فكرة"، ألا يكفي هذا التعبير مثلاً لتحديد هوية رجل ما؟، ثم إلا تتحدد نوعية المرأة التي تتحدث عنها في هذا المقطع البسيط: "حين أسألها عن غيابها المفاجئ، ترد بابتسامة أعرفها: عملية تجميل!"، اليس من الطبيعي أن تنعت بالمجنونة تلك التي تردّ على النسوة الأخريات بهكذا خطاب؟، "وأنتن ألستن مجنونات.؟ أليس جنونا أن تعشن كطواحين تلف دون هدى؟ ترمين داخلكن أي شيء لينقضي اليوم تلو الآخر..". وفي العلاقة المرضية مع الرجل "ويا للعجب تتحسن العلاقة جداً ويصبح إنساناً آخر بعد كل مشاجرة عنيفة! أصبح لدي ارتباط شرطي بين التجريح والتقدّم نظرية الكرباج". في جلسات الاجتماع العائلي لذوي المدمنين، يتعرف القارئ على تفاصيل حالات الإدمان وتأثيرها على المحيط الاجتماعي، فهناك "حكايات كثيرة، وانكسارات الأهل أكبر من انكسارات المرضى"، وكل يدفع "نصيبه من مصيبته".
لا تبغي الكاتبة البحث في المواضيع والإشكالات المعاصرة، بل تستعرض صور واقع أليم، فتنقله بسخرية مترّفعة وبحرقة مكتومة. واقع يجبر عقلها على العمل الدائم، فتصبح خائفة على فقدان أنوثتها، وعلى خسارة ذاك الجانب الذي يجعل منها أنثى مرغوبة: "أخشى فقداني تلك القدرة والمهارة... أخاف أن أكون قد صدئت أريد أن أطمئن إلى أنّي ما زلت كما أنا... لم ينبت لي شارب بعقلي...".
في هذا الكتاب قصص جديرة بالقراءة، ورؤى ومشاهد من الحياة المعاصرة، في تحولات يومياتها ومفاهيمها وأطرها، وفي تغيّرات صورها الإنسانية وأشكالها الهشة أنثوية كانت أم رجولية. جولة ممتعة لرؤية الصور التي باتت تعبر عن مجتمعنا وحياتنا. إقرأ المزيد