تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: دار الغاوون
نبذة نيل وفرات:"خُتمت هذه القصيدة في اليوم الذي أعقب سفر زينب إلى الكويت بداعي العمل أواخر العام 2007"، يحدد الشاعر السوري زمن القصيدة التي تدور حبيبته وزوجته الشاعرة زينب بين أبياتها منذ البداية وإلى النهاية. يبدأ بـ"..أهم ما في حبّي لزينب أنه حوّل الموت من فكرة غياب إلى فكرة فراق"، ثم ...يورد أبياتاً من شِعرها في موضوع الشك والبحث عن ماهية الله، ليكمله بأبيات من شعره تؤكد هذا البحث، ثم ينتقل طيف حبيبته الغائبة إلى مجمل قصيدته المطوّلة المحبوكة بنسيج نص شعري واحد متماسك في انسيابه ووحدة حالته رغم تعدد المواضيع والمواقف التي تتخلله، ورغم تنوع حدة الانفعالات التي تتحكم فيه، فلا شيء يحدّ القصيدة، ولا أبواب تقفل أو تفتح في وجه حرية تنقلها وتداعياتها، وتبدو كأنها صور مضيئة تلتمع في وجدانه، فيفلتها كالنبع على مجاري الأراضي الخصبة.
الراقصة الشرقية تترافق والقصيدة على مدى طولها، فهي الـ"مفتونة بالعوم مع أنها منذورة للغرق.."، وهي التي "تخدع الجالسين فيظنونها ترقص، لكنها تغرق.."، و"الراقصة الشرقية تستحم بالدموع وتغرق"، وبين صفة وأخرى تنسلّ المواضيع الأخرى لتأخذ مكانها معترضة استرسال الشاعر في وصف تداعياته عنها ولها، فـ "من يجرؤ على القول إن النعاس والحنين ليسا شيئاً واحداً"، و"بيروت تنفض السجاد على رؤوس فاقدي الذاكرة"، و"أين الناشر الذي سيجمع التوراة والإنجيل والقرآن في مجلد يسميه "أعمال الله الكاملة"؟"، و"أعمى من يقول: أوراق الخريف تيبس. أعمى من لا يراها مضّرجة بدماء صفراء"، و"تبدين وحيدة من دون أوهامك عن الحب"، و"اشتكيني للموت. أيتها الموهوبة في الحزن، المنذورة لأطول الحكايات".
في هذا الديوان، يجد القارئ قصيدة واحدة موحّدة، تطغى عليها المشاعر الحادة وتتخللها التداعيات المتناثرة، ويعلق بين كلماتها وأحرفها، هواجس وأحلام وهموم تتنقل بحرية، دون أي رقيب ودون أية سلطة، فالصور تخرج بتلقائية والفكرة بعفوية، والإحساس بشفافية ومصداقية. إقرأ المزيد