الحركة النقدية حول شعر أبي نواس في التراث النقدي والبلاغي
(0)    
المرتبة: 38,634
تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:يعد أبو نواس من أبرز أعلام الشعر العربي على مر عصوره. وقد تهيأ لهذا الرجل من الشاعرية ما بوأه هذه المكانة في الشعر. وإذا كان شعره قد تردد على ألسنة الشادين فإن ألسنة النقاد هي الأخرى كانت تكثر من ترديده والوقوف عنده. وإذا كانت الدراسات الحديثة قد تناولت ...شعره فدرس في كتب متخصصة فيه، أو في كتب الأدب العامة على ضوء المناهج المختلفة، فإن دراسة شعره في ضوء النقد العربي القديم لم يتح لها أن تتم. وإذا كان المتنبي قد درس بين ناقديه، ودرست الحركة النقدية حول مذهب أبي تمام في القديم، ودرست شاعرية أبي العلاء المعري في نظر القدامى، فقد آن الآوان لأن تدرس الحركة النقدية حول شعر أبي نواس في التراث النقدي البلاغي، إذ أن دراستنا لهذا الشعر هذا الشاعر الكبير في هذا المجال ستساعدنا على تجلية صورة شعره في جانب مهم من تراثنا ألا وهو الجانب النقدي، للوقوف على معرفة جانب تطبيقي من هذا النقد، ومدى ما أسهم به في رسم صورة هذا الشاعر، ومدى ما رافق ذلك من نصيب في التوفيق أو الإخفاق أو في كليهما، من ناحية. وللوقوف من الناحية الأخرى، على المفاهيم والإتجاهات النقدية التي عرفها نقدنا العربي القديم بقدر الإمكان، تلك المفاهيم والإتجاهات التي أسهمت في تأسيس نقدنا الأدبي في وقتنا الحاضر، والتي ما زالت تعمل عملها في جانب من جوانب هذا النقد بالإضافة إلى أنها تمثل جانباً من تراثنا الذي نعتز به، ونسعى إلى إحياء الصالح منه في ضوء المفاهيم المجدية الحديثة. يتضمن البحث بابين: الباب الأول البناء الشعري. الباب الثاني طبيعة الشعر وآثاره. وقسم الباب الأول على ثلاثة فصول: اللغة والصورة وبناء القصيدة. وتحدث في الفصل الأول عن عدة ظواهر وقف عندها النقاد في شعر أبي نواس هي: أحكام لغته، وسعة إطلاعه اللغوي، وإستعماله الألفاظ الأعجمية وإستعماله ألفاظ المتكلمين ومصطلحاتهم، وإتخاذه الأسلوب المولد. وأخيراً ما ذهب إليه بعض النقاد مما عدوه من اللحن والخطأ في اللغة. وقد بينت تحليلهم لوجود الألفاظ الأعجمية وألفاظ المتكلمين ومصطلحاتهم في شعر أبي نواس وموقفهم منها، وعقبت على ذلك بتبيان رأي الكاتب في الأمر حيث يقتضي ذلك، كما بين أن الأسلوب المولد لم يكن أسلوب أبي نواس وحده بل هو من ظواهر عصره اللغوية، وأنه لم يعمد إلى هذا الأسلوب في كل شعره. أما بالنسبة إلى ما ذهب إليه بعضهم من وجود اللحن والخطأ في اللغة في بعض شعره، فقد أوضحت آراء من ذهب إلى ذلك ومن رد ذلك، وذكر ما إعتقده صواب في وجود هذه الظاهرة. وتحدث في الفصل الثاني عن إهتمام النقاد بصور أبي نواس حيث يتمثل ذلك في كثير من النماذج المبثوثة في كتب النقد والبلاغة، ملتفتين إلى بعض مصادر هذه الصور. وإنتقل بعد ذلك إلى الوقوف عند نماذج مما وقف عنده النقاد من صور أبي نواس، مبيناً آراءهم فيها، معقباً على تلك الآراء بالقدر الذي يستدعيه التعقيب. وتحدث في الفصل الثالث عن الأمور التي لفتت أنظار النقاد في بناء القصيدة عند أبي نواس. وهي المطلع والتخلص والخاتمة، وذلك متأت من نظرة العرب إلى البيت المفرد لا إلى القصيدة، لولوعهم بالإيجاز وبالمثل السائر، ومن إهتمام علماء اللغة ورواة الأدب بيت الشاهد أو المثل، ثم أكد النقاد هذه النظرة. كما تأمل في قصيدة لأبي نواس أختلفوا فيها من حيث إضطراب الوزن وإستقامته وبينت مارأى الكاتب الصواب في الموقف من تلك القصيدة. أما الباب الثاني فقد قسم إلى أربعة فصول هي السرقة، الطبع، الصنعة، والموقف النقدي الأخلاقي والديني من شعر أبي نواس، والمبالغة والغلو. وفي الفصل الأول بينت دوافع مبحث السرقات في النقد القديم، ومفهوم السرقة في هذا النقد، وأشار إلى أن هذا المفهوم كثيراً ما إختل عند التطبيق العملي لدى بعض النقاد. ثم أوضحت المفهوم الذي أرتآه، ولم يعد السرقة إلا في حالة أخذ جمل أو أفكار أصيلة وإنتحالها بنصها دون الإشارة إلى المصدر. ثم إنتهى إلى الوقوف عند نماذج مما عده النقاد من سرقات أبي نواس وأوضح أنها ليست سرقات حسب المفهوم الذي نظر من خلاله. وفي الفصل الثاني من هذا الباب وبعد أن أوضح مفهومي الطبع والصنعة لدى النقاد العرب القدماء، تحدث عن نظرتهم إلى شعر أبي نواس من خلال هذين المفهومين، ولما كان البديع يمثل جانباً مهماً من جوانب الصنعة، وقد عدّ أبو نواس من رواد هذا الفن، فقد أفردت له وقفة مستقلة بينت فيها الموقف من بديع أبي نواس. أما في الفصل الثالث فقد أوضح الموقف النقدي الأخلاقي والديني من شعر أبي نواس. وفي الفصل الأخير تحدث عن المبالغة والغلو، ومواقف النقاد منها عموماً ومنهما في شعر أبي نواس على الخصوص. إقرأ المزيد