الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ونظرية اللأدب
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار الأثر للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لا شك أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو العربي المهيمن على الأدب والفصاحة والبلاغة، علاوة على كونه نبياً ورسولاً، فقد عاش في معقل اللغة العربية (مكة المكرمة) قبل أن يبعث حيث ولد في بيت له الشأن كله في سيادة العرب وزعامته، إضافة على النسب الأصيل الناصع الرفيع الذي ...يربطه بأطهر وأعرق عائلة عربية سكنت الجزيرة. ولا شك أن رضاعه من ثدي البدوية الطاهرة حليمة السعدية، وترعرعه في أحضان قبيلتها الكريمة، أعطياه تلك النقادة الصحراوية الشفافه بما تحمل في ثناياها من صفاء ورقة مشحونة بآلام الناس وصبرهم وحكمهم. وبعدها... وفي عهد صباه، نما صلى الله عليه وسلم في أوساط سادات اللغة وأمرائها حيث كان يستقي من لغة قريش، أبدع أساليب الكلام وأروع أنواع النثر والشعر. هذا عندما ننظر إلى محمد صلى الله عليه وسلم كإنسان مثل سائر البشر... وعندما ننظر إلى ذاته المقدسة كعصارة نهائية لكل جهود السماء في صقل العقل البشري، وكحصيلة أخيرة لكل محاولات القديسيين في بلورة الفكر الإنساني، نراه يبزغ نجمه اللامع في سماء الأدب كلمعانه في سماء الفكر والتربية والسلوك. ولا شك أيضاً أن الأدب هو وسيلة من وسائل نقل قضايا المعرفة إلى قلوب المخاطبين، بشكل أكثر دقة وأكثر شفافية وأكثر تأثيراً، هذه الوسيلة التي عندما تقع في أيدي المرتبطين بالسماء، فإنهم سيصنعون منها سلماً متيناً يرتقي بأفكارهم إلى أعلى درجات التألق من جانب، وإلى أرقى مراتب التأثير في الناس من جانب آخر. بهذه النظرة الشمولية لمحمد صلى الله عليه وسلم الإنسان، ولمحمد الرسول صلى الله عليه وسلم، عكف المؤلف على التفتيش عن نظريته في الأدب، للإسترشاء منها في حقول نقل المعرفة قبل الإستمتاع بها في محافل الغنى. فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء استطاع بصدقه وارتباطه بالحق أولاً، وبإستثماره لأفضل أنواع الكلام ثانياً، استطاع التأثير الأكثر على البشرية، لا في عصره وهو يخاطبهم مشافهة، بل في عصرنا هذا وفي المستقبل، وهذا ان دلّ على شيء فإنه يدلّ على أن رسول صلى الله عليه وسلم قد يرع في مجال الأدب وتفوق على جميع الأدباء في عصره وفي العصور اللاحقة حيث استطاع أن يُخلَّد بكلماته وخطبه كما خُلّد بفكره ومدرسته. فالرسول صلى الله عليه وسلم بهيمنته على الأدب وبنجاحه في التأثير بواسطة كلماته على الناس أصبح القمة في سماء الأدب بكل أقسامه وحقوله وخُلّد كلامه لا كرسول فحسب، بل كأجر للكلام.
بالإضافة إلى ذلك فإنه لا بد لهذا النجاح وهذا التألق من سبب، فلا يمكن تصور نجاح وتألق من دون علّة، وفي هذه الموسوعة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم استطاع المؤلف وبجدارة الوصول إلى معالم نظرية الرسول صلى الله عليه وسلم في الأدب ليفتح هذا الباب على مصراعيه ليحاول الأدباء والنقاد بدورهم الوصول إلى حقائق أخرى لهذه النظرية المتألقة وكداً من هذا النجاح. إقرأ المزيد