تاريخ النشر: 28/01/2009
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:"السماء مدلهمة الأفق مكفهرة الأديم...والريح تصفر بشدة فتنحني لها هامات الأشجار كأنها تخشى زجرها وسيطرتها...وسحب داكنة تتسابق في ميدان السماء بسرعة كبيرة والرعد يزمجر بهول يسبقه وميض البرق الذي تتشقق عنه فجوات هائلة كفوهة بركان. وتردد أذان الفجر يتناغم مع تسبيح الرعد في ألحان سماوية رائعة توقظ سبات الكون ...وتمسح الكلل عن أعين النائمين...ومع لحظات الصلاة والتسبيح راح المطر ينهمر بعنف كأنه يتفجر تفجيراً فيضرب زجاج النوافذ بضربات شديدة متتالية وكأنما الكون في موكب مهيب يمضي لغاية مهمة...وقفت وفاء إلى النافذة ترقب الآيات الربانية السامرة بقلب راجف يسبح ذهنها بين صخب الطبيعة الذي أيقظ سكون الفجر فإغتسل بحبات المطر، وبين أفكار تحوم حول الحبيب الذي طالت غيبته...ولكم تهوى رائحة المطر إذ تمتزج بحبات التراب فيفوح منها عطر يسكر قلبها. وطال وقوفها حتى كلّت قدماها...وعيناها ترنوان إلى السماء في مناجاة حزينة دامعة...كانت السحب تنفرج حيناً عن قرص الشمس الذي يبدو متوارياً خلف الأفق يزحف ببطء، ثم تعود لتحجبه خلف أستارها الكثيفة...وأحست وفاء بالتعب يدب في أوصالها فتوجهت نحو السرير كي تريح جسدها...لكن طرقات شديدة على الباب أوقفت خطاها وأذهلتها عما حولها...تسمرت في مكانها لحظات كأن قدميها شُدّت إلى الأرض شداّ...ثم أسرعت -وكأن قوة عتيدة تفجرت في خطاها-تعدو نحو الباب. وإتجهت نحو غرفة أم هشام التي كانت بدورها تسرع نحو الباب بخطى مرتبكة معثرة...وإلتقت عيونهما الحيرى حين عجزتا عن الكلام وأسرعتا نحو الباب وخلفهما مها تجري لاهثة...". تحكي الرواية قصة فتاة وهي وفاء تتوالى عليها الأحداث الجسام. إلا انها تبقى صابرة محتسبة تستعين بالله على الشدائد والأزمات. تحاول الروائية ومن خلال قصة وفاء التي فقدت أمها أولاً ثم زوجها الذي تغتاله يد الظلم ليلة زفافه. تحاول الروائية تصوير ذاك المجتمع الذي يعج بالفساد والذي تجتاحه وتقضي على شبابه الملتزمين المؤمنين المخلصين. إقرأ المزيد