براءة وطهر يوسف الصديق في القرآن الكريم
(0)    
المرتبة: 396,959
تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تناول القرآن الكريم قصة النبي يوسف عليه السلام بما تضمنته من مفاصل ومقاطع ومحطات ابتلاء وامتحان ومن تعليم وتمكين في الأرض. وهي من أروع القصص القرآنية التي استعرضت حياة يوسف عليه السلام، من طفولته، وهو يتقلب في أحضان يعقوب عليه السلام ويقص عليه رؤياه، ويبادله الابتسامة، ويغمره حبه ومع ...كل الحرص أن يبقى على مسافة واحدة من أولاده حتى لا تثار غيره يتحكم فيها الحسد، ضغائن وبغضاء ليوسف عليه السلام من أخوته. ولكن نور يوسف عليه السلام، وسمته واستقامته وطيبة روحه وصفاءها يجعله أقرب إلى يعقوب عليه السلام وأنه الوريث بنظر الأخوة، فما كان منهم إلا ذلك الموقف الذي حكاه القرآن الكريم (إذا قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين".
وتحول حسد الأخوة مؤامرة لتغييب يوسف عليه السلام ظناً منهم أنه سيخلو لهم وجه أبيهم، أرادوا نفذوا ولم يكن إلا ما أراد الله تعالى وأنه سيأتي اليوم الذي يدركون فيه خطأ ظنهم وظلم ما أقدموا عليه. رأى بالعفو والصفح إجابة لصفاء روح لم تتعلق إلا بربها ولا تريد إلا رضاه.
وما بين فعلتهم واستغفاره سنوات من المحن والابتلاءات، يعقوب عليه السلام يتأوه ويتألم ويختزن ذلك في قلبه، ويوسف عليه السلام من غيابات الجب، إلى التقاط السيارة وعرضه في سوق النخاسة، وشراء عزيز مصر، إلى البيت العزيز، إلى المحنة الكبرى ومراوجة زوجة العزيز عن نفسه، واتهامه بما يبرئه الله تعالى، فأنطق الشاهد من أهلها: إنها هي المفترية عليه، إلى نسوة المدينة وما جرى لهن من قطعهن أيديهم وهن يرددن (حاش لله ما هذا بشر).
سيق يوسف عليه السلام إلى السجن ظلماً وعدواناً، ووجد فيه متنفساً لتبليغ دعوة الحق، ومجالاً لتأويل الرؤيا، وقد احتاجه الملك لتعبير رؤياه بعد الاعتراف والاقرار ببراءته. وقد جعله على خزائن الأرض يتصرف بحكمته إلى نهاية القصة بمجيئ إخوته، وأخذ قميصه إلى أبيه ليلقيه البشير على وجهه، فيرتد بصيراً كما قال تعالى: (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيراً قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون).
ويأتون إليه جميعاً، ويرفع أبويه على العرش ويسجد الجميع شكراً لله تعالى، ويقول يوسف عليه السلام: (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي). وأبرزت القصة العناية والألطاف الإلهية التي رعت يوسف عليه السلام، ولم تكله إلى نفسه طرفة عين، وكان أهلاً للاجتباء بالتوكل والانقطاع...
والكتاب الذي بين يدينا يتناول هذه القصة بالدراسة والتحليل مستنداً إلى النص القرآني الذي اعتمدته المصدر الوحيد، ولم يغفل مراجع قاربت القصة، وذلك من خلال خطة وزعتها على فصول أربعة، متسلسلاً بها مع مقتضيات النص.
الفصل الأول: الرؤيا والمؤامرة، رؤيا يوسف عليه السلام، وتآمر الأخوة وقد بين ذلك في مجموعة مباحث. الفصل الثاني: الابتلاء ويقوم على مجموعة مباحث. الفصل الثالث: التمكين في الأرض أجر المحسنين في مجموعة مباحث. الفصل الرابع: لقاء الأهل في مصر وتأويل الرؤيا ويقوم على مجموعة مباحث. إقرأ المزيد