تاريخ النشر: 01/12/2008
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:يتناول هذا الكتاب بالبحث مواضيع شتى تراعي بالأساس إمكانات القارئ ومستواه الثقافي، كما أنه يعتبر عوناً للأكاديميين والباحثين -لا سيما أولئك المتخصصين في بعض الشؤون الجغرافية- وآخرين قد ينشدون مواضيع أخرى بين دفتي الكتاب.
أما شمولية الكتاب فإنها تتراوح بين جغرافية المكان المسمى بجبل عامل، ذلك لأن الجغرافية هي علم ...المكان في الزمان، بل هي (علم العلاقات) وأصل سكان هذا الجبل، لذا فقد تم تتبع أصل المكان الذي وفد منه أبناء هذا الجبل والسبب في ذلك، وإيضاح ذلك بالصورة الحية... كما تم تبيين العقيدة الدينية ومبدأ هؤلاء... مضافاً للتعرض إلى دراسة حالة الهجرة من جبل عامل وأسبابها -لا سيما الداخلية منها- وهي معالجة ميدانية إلى حد كبير... حيث أن كاتب هذه السطور -كغيره- قد عانى وعايش ظروف تلك الهجرة وأسبابها الصادرة والجاذبة -على حد سواء- كما قام باستعراض إحدى حالات هذه الهجرى إلى الضاحية الأولى... وهي على أي حال إحدى أهم الهجرات المبكرة من جبل عامل في فترة ما بعد الاستقلال مباشرة... وذلك نحو النبعة والكرنتينا وتل الزعتر وسواها... هذه المناطق التي شكلت -قبل الحرب اللبنانية عام 1975- أكبر تجمع بشري لأبناء جبل عامل وسواهم. هنا كان لزاماً التطرق إلى الحديث عن منطلقات الزعامة التقليدية -الإقطاع السياسي- بدايتها ونهايتها... ودورها السلبي في تثبيت العاملي بأرضه للحد من هجرته.
وفي جانب آخر، تناول الكتاب أهم الأحداث التاريخية التي تركت بصماتها على أبناء جبل عامل، بحيث تطرقنا إلى تاريخ جبل عامل القديم مروراً بالحقبات والأمم التي وطأت أقدامها المنطقة -ومنها جبل عامل- ولم ننس أن نقوم بتحليل دقيق للوظائف المتعددة لتلك القلاع والحصون المنتشرة في جبل عامل.
وفي مجال آخر، عرج الكتاب على مسألة المفاوضات التي دارت بين بريطانيا وفرنسا حول حدود فلطسين، وذلك في الفترة التي تلت انحدار الدولة العثمانية، حين راح المستعمر "يحرك" خط الحدوة تبعاً لمشيئته ورغبته في تحقي مصالحه ومصالح الصهيونية من خلاله، ليتبين بأن جبل عامل هو الخاسر الأكبر من جراء هذه المفاوضات. بعدها أثر موضوع أطماع إسرائيل التاريخية، والمؤامرة على جبل عامل حين أصر الصهاينة على الحدود التي كان من المقدر أن تشكل الحد الشمالي للكيان المصطنع، ثم إلى تلك المشاريع التي كان ينوي الصهاينة القيام بها على أرض جبل عامل... بل أبعد من ذلك إلى شراء كامل منطقة جبل عامل وطرد سكانها. كما ولم يفوته التطرق للظروف والأحداث والمستجدات التي راحت تتسارع على أرض جبل عامل وجواره منذ إنشاء الكيان المصطنع عام 1948 وحتى العام 2006.
وبما أن الماء هو غاية استراتيجية لديمومة هذا "الكيان"، فقد توقف عند سياسة إسرائيل المائية في المناطق التي احتلتها من فلسطين والأردن وسوريا ولبنان. وبما أن أطماع إسرائيل لم تتوقف عند حد، فقد كان لزاماً تتبع الأهداف الاستراتيجية -من وجهة نظر استراتيجية- انطلاقاً من القرن الماضي والتعرض لكل الحملات العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل أسماء شتى... وكذا الهدف الخاص من وراء كل عملية... والانتصارات الساحقة التي حققت إسرائيل على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، وصولاً إلى مواجهة إسرائيل لعدو جديد لم تعهده في السابق، حين راحت تتجرع كأس الهزيمة المرة على أيدي قلة من المجاهدين الذين آمنوا بربهم وأرضهم... ليتوقف الزمن الإسرائيلي عند حدود جبل عامل، مهزوم الإرادةو العزيمة، ما أرخى بتداعياته على كامل المجتمع الإسرائيلي من رأسه إلى أخمص قدميه. هنا فقد تم معالجة كل ذلك بالتحليل والتدقيق وتداعيات كل ذلك على مستقبل المجتمع والكيان الصهيوني. إقرأ المزيد