تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: الشرق العربي ناشرون
نبذة المؤلف:يحار الدارس لأبي الطيب، والمتمعن في ثنايا شعره، والمصاحب له في رحلته التي بدات، من الكوفة، وتغلغلت في البوادي والمرتفعات، واغتسلت بمياه البحر في اللاذقية أو سفعتها ثلوج لبنان، ورحضتها مياه طبرية وعزمت أمواج النيل على إغراقها ثم جذبتها جبال خراسان، لتحط في العراق، غارقة في دمائها، في 27 رمضان ...سنة (354)هـ.
أقول: يحار الدارس، كيف يبدأ مع أبي الطيب، وكيف يمسك أنفاسه، وهو يصاحبه في حله وترحاله، في غضبه ورضاه، في مقارعة الخصوم الكثر، والبحث عن الأصدقاء، القلُلُ، ولكن لا بأس، فلندون حياته في سطور، ثم نطلق لقلمنا العنان، يكتب ويكتب، ويلتقط من شعره ما يتلاءم ومسيرة حياته، وينخب بعض ما كتبه الدارسون، وما رآه فيه المقدمون والمتأخرون، ضاربين عرض الحائط، بآراء، الجاهلين، والحاقدين، في مديحه وهجائه، في حبه وكبريائه، في حكمته ودهائه، في عروبته وإنتمائه، في جده وجده كثير في هزله، وهزله نادر.
وأخيراً لا بد لنا من كلمة إنصاف وإعتراف، في أننا اعتمدنا جلّ الإعتماد على كتاب "المتنبي"، للأستاذ الأديب، الذي كان له الفصل الأول في كشف اللثام، عن حقائق كانت مجهولة في حياة أبي الطيب، وأهم هذه الحقائق: حقيقتان: الأولى، قضية علويته، والثانية، قضية نبوته، إنه الأستاذ الجليل، أبو فهر محمود محمد شاكر، وإذا كنا مضطرين إلى الإختصار، والإكتفاء بالإشارة، فلأن كتاب الأستاذ أبي فهر أجل من أن يختصر، ولا غنى لمن يريد معرفة الحقيقة كاملة، أن يُكُبَّ على هذا الكتاب القيم الفريد في أدبنا العربي، فينهل من أراد استحضار أبي الطيب أمام عينيه، وإستجلاء صورته واضحة، كأنها شريط صوَّرته يراعة الأديب الكبير، وإذا كان لي من جهد فهو ترتيب ما تفرق، وجمع ما ملأ مئات الصفحات، علّني أكون قد وفقت في الوصول إلى ما أراده الأستاذ الكبير، وتطلبته حقيقة التاريخ. إقرأ المزيد