تاريخ النشر: 18/10/2008
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:"إنه يشبه حلماً...":قال الأمير وصرخ رمّاح قائلا”: "إنه هو... إنه الذي رأيته في الغجر" كان منظر الرجل غريباً: شعر فضي مشدود الى الوراء بربطة مطاطية. قميص نظيف مفتوح على الصدر، بألوان زاهية مشجرة، وبنطلون جينز. نعم، بنطلون جينز وحذاء رياضي. ما كان يشبه سلاّم الذي ترسمه المخيلة. كان أقرب ...الى سائح وفنان هيبي! إنه كما قال إبن برجان..."رجل لا يشبه الأسطورة..."!. "السلام عليكم"."وعليكم السلام". ردّ الأمير وهو ينهض من مقعده ببطء وقد عقدت المفاجأة حواسه، وخفر رماح فاه! لم يمدّ الرجل يده مصافحاً، وكذلك فعل الأمير. في تلعثم حاول إخفاؤه سأل الأمير: "أنت سلاّم..."؟ "أنا هو". كان المفتاح الطويل يتدلى من عنق الرجل. فأحس الأمير بشعر جسده يقف، وببدنه يقشعر..." ماتخيلتك هكذاً. قال وهو يشير الى ربطة شعر الرجل وجينزه." "نحن أسرى خيالاتناً. " الخيال هو ما ساقني إليك"! " الحقيقة هي التي ساقتك لا الخيال". وسأل في صوت جافّ " تريد أن تبني الحمراء، أليس كذلك"؟ ماكان الأمير مستعداً لسؤال كهذا من اللحظة الأولى : فلم يملك سوى أن قال:" نعم.. وأريدك أن تساعدني". حاول أن يركز نظره على عينيّ الرجل، فأحس بهما تثقبان رأسه. صدق إبن برجان"فله عينان كحربة مقاتل"... أدرك الأمير أن لا مجال لصمت وتفكير طويل في وقت كهذا. وقد كان مصيباً. إذ لم يلبث سلاّم أن يدير ظهره ويمضي. "ماذا قال لك إبن برجان"؟ سأل سلاّم : قال إنك وحدك القادر على بناء الحمراء". " وماذا ايضاً " "وإنك قد رفضت...لكني أطمع في أن تساعدني مقابل مبلغ تحدده أنت". " ولماذا تريدني أن أساعدك"؟ "لست أريد أن أجمع حجارة لا قيمة لها. أريد قصراً فيه أسرار الحمراء. فيه تفاصيله التي تراها ولا تراهاً. صمت لحظة وأضاف: "بلا لعنات"! "أنت تعرف أن في القصر لعنة إذا.." "أردد ماسمعت.. وقد أدركت أنك القادر على أن تجعل من الحمراء قصراً حقيقياً إن بنيت لي مثله في الرياض". ومضى الأمير في حديثه وقد عادت اليه بعض ثقته" فقط حدد ثمن ما تريد". "أتقصد مالاً "؟ "والكثير إن شئت" "هه..هه.."! قال الرجل في تهكم"أتعتقد أن المال يشتري التاريخ"؟ " المال لا يشتري التاريخ أيها الشيخ، المال يصنعه"! "التاريخ فضلات إنسان.." " والحمراء" ؟ " ليس هو القصر الذي تراه" "ماذا لو عشت عمراً على بديهيات وحقائق وعمّرت قصوراً عليها لتصمد ذات فتجدها أوهاماً ومغالطات" . هكذا أراد الروائي صفع القارئ بخيالاته التي أحالت قصر الحمراء الى مجرد مسرح الصراعات ورمزاً من رموز الاحتلال لا الفتح...رمز صراع الإسلام. هكذا يمضي الكاتب في إسترسالاته التي تحمل نظرة نادرة للمسلمين بسبب ممارستاتهم في الأندلس.نبذة الناشر:على متن يخت فلاخر، أبحر الأمير إلى ماربيا ثم اتجه صوب غرناطة. كان يريد أن يرى قصر الحمراء. عندما وقعت عيناه على القصر وجال في أرجائه، سرت فيه رعشة غامضة، وغمره حنين قديم، فاتخذ قراراً لم يسبقه إليه أحد: أن يبني قصراً مثله في الرياض!
كان قراراً غريباً هنأه عليه أوصدقاءه ومنافقوه...
وبينما هو مجتمع بهم، في أحد مطاعم ماربيا مزهواً بقراره، تقدم منه شيخ مغربي تشي عنياه بنبل عريق، وقال له: "أيها الأمير... احذر من لعنة القصر!". إقرأ المزيد