مختصر جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله
(0)    
المرتبة: 212,116
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار النفائس
نبذة نيل وفرات:يعد كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله لحافظ المغرب الإمام أبي عمر يوسف ابن عبد البر النمري القرطبي الأندلسي المالكي (ت463هـ) من أعظم ما ألف في بابه مما لا يستغني عن معرفته عالم ومتعلم، خصوصاً في زماننا هذا حيث ضعف الوارع الديني وخالف الكثيرون من ...رواد العلم شروط حمله وروايته في المعاهد والكليات والجامعات، صدره المؤلف بخطبة بين فيها دوافع تأليف كتابه، وضمنه قواعد وحكم ومواعظ وآداب بين فيها أهمية العلم وفضل طلبه وضلال المجتمعات بموت العلماء وجميع الصفات الواجب أن يتمتع بها من يريد رفع وحمل راية العلم وما يتعلق بذلك.
فبيت فساد القول في دين الله بغير فهم، وتحريم الحكم بغير حجة، وما الذي أجيز من الاحتجاج والجدل، وأقسام الرأي المذموم والمحمود، وآداب العالم والمتعلم، والتقليد ما يجوز فيه وما يحرم.
ولم يغب عن المؤلف الحديث عن تاريخ التشريع الإسلامي وأصول فقهه فتحدث عن مصادر التشريع المتفق عليها بين جمهور علماء المسلمين كالقرآن والسنة والإجماع والقياس، ونشوء مدرسة الحديث ومدرسة الرأي وما جرى بينهما من محاورات، فأشار إلى الابتعاد عن الأهواء، وإثبات الحق بالمناظرة والمجادلة والحجة كما تناظر الصحابة والتابعون رضي الله عنهم أجمعين.
وبين المؤلف قواعد هامة في علم الجرح والتعديل، منبهاً إلى علل الأقران، وحكم قول العلماء بعضهم في بعض، وأسبابها من الحسد والغضب والتأويل مما يجب ألا يلتفت إليه، وهذا ما جعل الكثيرين من المؤلفين القدامى والمعاصرين ينهلون من موارده وينقلون من أمثلته وشواهده، خاصة وقد زينه ابن عبد البر بالإنصاف كما يقول العلماء: "عزيز".
وكان حافظ المغرب يستعرض ذلك كله بالأحاديث المرفوعة التي يرويها بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم وبالآثار أو الأحاديث الموقوفة والمقطوعة من أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، وهو إضافة إلى عرض أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والتابعين وتابعي تابعيهم رضي الله عنهم أجمعين، يورد أقوال أئمة المذاهب ويدافع عنهم، ويورد أقوال الحكماء والشعراء والأدباء والخلفاء، فيسوق المثل تلو المثل بما يوضح المعنى المراد، حتى إذا ما انتهى عن عرض الأقوال علق عليها بقوله: قال أبو عمر -ويقصد نفسه- تماماً كما فعل في كتابيه "التمهيد" و"الاستذكار" بأسلوب مميز يعكس ثقافته وعلمه وترجيحاته ونقده لأبناء عصره، مع إيراد شواهد شعرية وقصائد في الأدب والتربية والزهد والتعليم تؤيد كلامه وحكمته.
وربما ذكر المؤلف موضوعات في كتابه "الجامع" ذكرها سابقاً في كتابه كـ"الاستذكار" و"التمهيد" و"الانتقاء" و"الاستيعاب" يلحظها القارئ عند قراءة كتاب "الجامع" والإطلاع على هوامشه، وقد الف "الاستذكار" و"التمهيد" و"الاستيعاب" قبل كتابه هذا كما صرح به في ثنايا الكتاب، وألف "الانتقاء" بعده كما أشار في مواضع عديدة منه.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد قام العلماء باختصاره، بحذف أسانيده والمكرر منه، منهم الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي (ت748هـ). ومنهم عالم أزهري يدعى الشيخ أحمد بن عمر بن محمد بن غنيم المحمصاني من مدينة بيروت ومن أعضاء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت ورئيس لجنة المدارس فيها، وقد طبع مختصره هذا بمصر سنة (1320هـ/1902م) بعد حذف أسانيده والمكرر منه، فكان هذا المختصر أصلاً للعمل في هذه الطبعة، وبلغ عدد أحاديثه وآثاره (1878) من أصل (2427). إقرأ المزيد