تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:من أهم الأسباب في إفساد شهوة العيش والقضاء عليها شعور المرء بأنه غير محبوب، وإنما يستشعر المرء ذلك لأسباب مختلفات. فقد يعتبر نفسه شخصاً مخيفاً ليس في ميسور أحد أن يحبه، وقد يكون حرم في طفولته كثيراً من العطف الذي يغدق عادة على أترابه، أو قد يكون شخصاً لا ...يحبه أحد من الناس حقاً.
ولكن العلة، في هذه الحالة الأخيرة، كثيراً ما تكون ناشئة عن عدم الثقة بالنفس بسبب من تجربة أليمة سابقة. والرجل الذي يستشعر أنه غير محبوب قد يتخذ ضروباً مختلفة من السلوك نتيجة لذلك. فقد يبذل جهوداً يائسة لاكتساب الحب، متخذاً من أعمال البر والإحسان الاستثنائية، في الغالب، سبيلاً إلى ما يبتغي. غير أنه كثيراً ما لا يحالفه التوفيق لأن الذين يصيبهم إحسانه لن تخفى عليهم دوافعه الباطنية، والطبيعة البشرية مجبولة على أن تمنح الحب، أسمح ما تمنحه، لأولئك الذين يبدون أقل الناس طمعاً فيه. وقد يلجأ الرجل الذي يستشعر كراهية الناس له إلى الاثئار من العالم، سواء بإثارة الحروب والثورات، أو من طريق القلم المغموس في الحقد والغل. وذلك في الحق رجع (رد فعل) بطولي يقتضي قوة في الشخصية كافية لأن تمكن رجلاً من التصدي لمقارعة سائر الخلق.
وهكذا يتابع "برتراندراسل" شارحاً للقارئ طرق اكتساب السعادة وراداً على سؤال هل من الإمكان، بعدم الحصول على السعادة، ومفسراً مفهوم شهوة العيش والوجدان أو الحب، والتعب والحسد وهوس الاضطهاد.. الخ. إقرأ المزيد