ديوان المقصد الصالح في مدح الملك الصالح
(0)    
المرتبة: 46,661
تاريخ النشر: 09/05/2008
الناشر: دار سعد الدين
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"ديوان المقصد الصالح في مدح الملك الصالح" لــ"ابن جابر الأندلسي" من أهم الدواوين التي وصلت من العصر المملوكي، لأن صاحبه من أهم شعرائه من حيث قوة الموهبة وغزارة الإنتاج وتعدد الجوانب المعرفية في شخصيته المتميزة، ولأن له تجربة أخرى في ميدان الدواوين التي اقتصرت على مدح ممدوح واحد فقط، ...وهي تجربته في ديوانه الكبير الشهير "نظم العقدين في مدح سيد الكونين" وهو الرسول "محمد صلى الله عليه وسلم" الذي كان لي شرف تحقيقه من قبل كما ذكرت آنفاً، والذي بناه بشكل هندسي قائم على خطة سابقة مدروسة بعناية اعتمدت حروف اللغة العربية مرتبة من أولها إلى آخرها.
كما أتت أهمية هذا الديوان من أن صاحبه "ابن جابر" بذل قصارى جهده، واستنفر كل إمكاناته وقدراته، وفجّر كل ينابيع موهبته ليجعله معلماً أدبياً مبتكراً لم يسبقه إلى شكل بنائه شاعر من قبل، فأخبرنا في مقدمته أنه قد بناه بناء هندسياً قائماً على دوائر الخليل بن أحمد الفراهيدي العروضية وتسلسلها وما احتوته كل منها من بحور وتشكيلات شعرية مختلفة، وأنه لم يدَعْ في ديوانه هذا - كما قال في مقدمته - نوعاً من أنواع الشعر إلا جلبه إليه، ولا حرفاً من حروف المعجم إلا أودعه النظمَ عليه، وقد نظم ثلاث قصائد على كل حرف من حروف المعجم، وميّز قصيدة واحدة منها عن مثيلاتها، فجعل كل بيت من أبياتها يبدأ بحرف الروي الذي انتهى به كلُّ بيت فيها، ويسمى هذا النوع من القصائد بالمحبوكات، بينما ترك القصيدتين الباقيتين من كل حرف مُطلقتي العنان غير مفيدتين بهذا الإلتزام.
هذا كله ما عدا الشاذ والمهمل، وما أضاف من ذلك إلى المستعمل، ولم يرتب قصائده على حروف المعجم، وإن كان ذلك حاصلاً في ضمنه، وإنما رتبه على دوائر الشعر الخمسة، ليكون أكمل بحسنه، وأغرب لفنه، كما قال في مقدمته، فاستوفى بحور الشعر مستعمَلَها ومُهمَلَها، واستكمل الأعاريض والضروب المنوّعة لها، وجمع بين التام والمجزوء من البحور، وأتى بالمنهوك من ذلك والمشطور؛ وكان مجموع ذلك اثنين وعشرين بحراً، خمسة عشر مستعملة بإتفاق، وستة مهملة بإتفاق، وواحد مختلفٌ في إهماله وإستعماله، وتشتمل على الجميع خمسةُ دوائر.
ولأهمية هذا الديوان عمل على تحقيقه "أحمد الهيب" معتمداً على النسخة الوحيدة وهي مخطوطة مكتبة بورصة من تركيا، وأشار إلى بداية كل كروقة، ووضع رقمها بين قوسين في أثناء سطور المتن، وخرّج الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وخرّج الأشعار التي ضمنّها ابن جابر قصائده، خرّج الأمثال الواردة في الديوان، وضبط كلمات القصائد جميعها بالحركات الإعرابية اللازمة، وشرح الألفاط التي تحتاج إلى شرح، كذلك ترجم للأعلام التي وردت في الديوان بإيجاز، وعرّف بالأماكن التي وردت في الديوان، صحح بعض الأخطاء الإملائية والنحوية والعروضية... إقرأ المزيد