تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار معد للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كان العرب الرّحل، منذ قديم الزمان يغزون المناطق الحضرية، فقد وصلوا إلى الشاطئ السوري وإلى شواطئ الفران وحتى إلى بمضي من بلاد ما بين النهرين.
وقد تتالت الموجات إلى سورية، وكان إندماج المهاجرين الجد وسهلاً نظراً لوحدة العنصر، وبالإستناد إلى الوثائق والمستندات التاريخية فإن هذه المصادر تبرز التاريخ العام للقبائل ...العربية الشمالية، وما طرأ عليها من تغيرات في علاقاتها مع بعضها البعض.
ويمكن القول، وعلى ضو مصادر تاريخية، بأن نسابي العرب قد ذهبوا إلى أن الغساسنة لم يرحلوا من اليمن إلى بلاد الشام مباشرة، بل أقاموا حيناً في تهامة حتى وقعت الفرقة بينهم وبين كافة قابل (عك) (حسب كتاب شمس العلوم والأكليل الجزء الثاني) فساروا إلى الحجاز، واتجه كل فخذ منهم إلى بلد، وحسب السعودي (ج- 190) سار عمرو بن عامر يبني (مازن) حتى نزلوا بلاد الأشعريين وعكّ على نبع ماء يقال له (غسان)، بين واديين يقال لها زبيد ورمع فشربوا منه وسمّوا "غسان"، والذين سمّوا "آل غسان" أو "الغساسنة" هم من بني مازن، أي قبيلتي الأوس والخزرخ، أبناء حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن مزيقياء.
وقد ذكر اليونان هذا النبع في أواسط القرن الثاني ق.م. في جملة بلاد تهامة وشواطئ البحر الأحمر، فإذا صح نسب الغساسنة إلى كهلان، كانوا في الحقيقة من عرب تهامة اليونانيين أو غيرهم من ضاعت أنسابهم، وفي كل الأحوال، نزل الغساسنة مشارف الشام وفيها الضجاعم من قضاعة، فقلبوهم وحلّوا محلهم، وأنشأوا لأنفسهم دولة تحت رعاية الروم، في منطقة واسعة تعرف اليوم بالبلقاء وحوران ومشارف الشام، وكانت تعرف بدولة الغساسنة أو بني غسان.
ويذكر إنشاء دولتهم، فقد أعذر منهم مجموعة من البشائر، لم تتواجد إلاّ حين إنشاء تلك الرحلة، وقد سبق ذلك العديد من الأمراء والملوك حكموا قبل نزولهم إلى أرض الشام، حيث فيها تحضروا بتوالي الأجيال، وعمّروا المدن وأشادوا القصور والقلاع والكنائس والأديرة والصوامع والصهاريج وغير ذلك.
في هذا الإطار تأتي هذه الدراسة التاريخية لدولة الغساسنة أو بني غسان التي شهدت فترات مزدهرة، وكان لها حيث ذاع في تلك الفترة؛ يتابع الكاتب نسب وحركة هجرة هذه القبيلة "آل غسان" ونزولهم أولاً جنوب بادية بلاد الشام، من جهة حوران، ثم سكنهم البلقاء وأذرح، ليتابع من ثم إتساع مملكتهم وسلطانهم وذلك أيام (الحارث بن حيلة) وأولاده، ثم إزدياد نفوذهم في حوران وكامل مشارف الشام وفي تدمر، ثم على سائر عرب سورية وفلسطين ولبنان، البدو منهم والحضر، وإرشادتهم للكثير من القصور والأديرة والمدن والقرى، وبنائهم للقناطور وإصلاحهم (الصهاريج، الخزانات) ونسبة بناء (القسطل) في البلقاء إليهم، إلى غير ما هنالك بما يتعلق بالغساسنة وتاريخهم من قبل حروبهم، تنقلاتهم، وديانتهم، ثقافتهم. إقرأ المزيد