تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: جهينة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يعتبر هذا الكتاب من الكتب الرائدة التي اهتمت بقيمة الصورة الدينية خاصة لدى مراجعتها للدراسات التي تبنت المنهج الأسطوري أساساً لتحليل ودراسة الشعر الجاهلي أو شعر ما قبل الإسلام كما يحلو للبعض أن يسميه. وقد اخط الباحث لنفسه منهجاً صارماً جمع فيه بين الفهم العميق، والتحليل الدقيق، والرأي الوثيق. ...أما الفهم فأظهره بشكل جيد الجانب النظري للصورة الفنية أولاً وللأسطورة ثانياً ثم الجمع بينهما في دراسة المنهج ثالثاً. وغرضه كما يقول دراسة الإنسان الجاهلي من خلال ما قدم من صور فنية في شعر شعرائه، ثم محاولة النهوض بهذه الصور من المعنى السطحي لمجرد ما تحوي من تشبيه وإستعارة أو غيرهما إلى المعنى الأعمق لهذه الصور. ويتداخل هذا العمق مع البعد الأسطوري، فعند التركيز على المنهج الأسطوري وطريقته في تحليل الشعر القديم، يظهر ميل هذا المنهج إلى وصف الإنسان الجاهلي بأنه يسعى إلى قمة الكمال، وأما تحليل الباحث؛ فقد بدا على نحوٍ جليّ في الفصول الثلاثة الأولى: التي فصّل فيها آراء أصحاب المنهج الأسطوري في شتى مناحي الحياة والكون بادئاً بصورة الإنسان النوعية؛ ذلك أن المرأة شكلتا في المنهج الأسطوري قضية كبرى كونها، كما أظهرها هذا المنهج، كانت في مرحلة من مراحل التفكير الجاهلي البدائي معبودة، لذا اقترنت صورها الشعرية بالشمس والنزالة وكانتا معبودتين أيضاً.
أما الرجل فقد تمحورت اسطورته حول البطولة في الصفات المعنوية المثالية التي ظلت مجال فخر الشعراء ومدائحهم، وغالباً ما كانت صورة الرجل الأسطورية تقرنه بالقمر وفن التصور القديم الذي اقترنت فيه المرأة بالشمس، والرجل بالقمر والبنت بالزهرة، أما الجاهلي الوثني فقد تمثله النهائي "ودّ ديفون، ونسر، وسواع".
وهكذا تابع الباحث تحليل أصحاب المنهج الأسطوري لصورة الحيوان أسطورياً من خلال تركيزهم على الصورة الشعرية للناقة والثور والبقرة والحمار والفرس والنعام والنسر والحمامة، وكان في ذلك كله مدققاً ومقارناً وناقداً، ويحمل الشيء ذاته في دراسته لصور الظواهر الطبيعية اسطورياً كي تناولها أصحاب المنهج إياه، حيث أظهر مناقشاتهم حول أسطورة الشمس والقمر والزهرة والمطر والنار كما كشفت عن صورتها في الشر الجاهلي دراسات أصحاب المنهج الأسطوري. وقد شاء أن لا يقف عند تحليل جهود الآخرين في مجال دراسة الصورة الغنية في المنهج الأسطوري المطبق على الشعر الجاهلي؛ بل هو راح يفتش له عن موقع في ممثل هذه الدراسة.
لذا خصص الفصل الأخير لتنفيذ رغبته تلك، فقرأ ثلاثة نماذج شعرية جاهلية قراءة أسطورية على أساس أنه يمثل كل نموذج جانباً من الجوانب الأساسية التي تجلت فيها الصورة الأسطورية في الفصول الثلاثة السابقة؛ أما القصائد التي تناولها الباحث بالدراسة والنقد والتحليل فهي: قصيدة سوار بن المضرب السعدي، قصيدة عقبه بن سابق، قصيدة قيس بن الخطيم. إقرأ المزيد