السلوك الإداري وخلفياته الاجتماعية
(0)    
المرتبة: 177,073
تاريخ النشر: 09/02/2018
الناشر: دار الكندي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عرف الإنسان كيف ينظم شؤون حياته منذ القدم، غير أن أساليبه في التنظيم قد إزدادت رقياً وتعقيداً مع مرور الزمن، ومع أن أهم المخترعات وأكثرها إثارة للدهشة قد وقعت في مجالات التكنولوجيا والصناعة إلاّ أن مجالات الحياة الإجتماعية الأخرى لم تظل بمعزل عن آثار تلك المخترعات.
ولا ريب أن التحولات ...التي تعرضت لها البنى والنظم الإدارية والسياسية والإقتصادية خلال القرن الماضي تمثل أضخم التغييرات التي شهدتها المجتمعات عبر مسيرتها التطورية الطويلة وأعمقها أثراً في مجمل حياتها.
وتتضح شمولية النظرة التي وظفت في عدد من الموضوعات التي عولجت في هذا الكتاب وما تمخضت عنه من مضامين متنوعة ترتبط بجوانب متعددة من الواقع الإنساني وليس الجانب الإداري الشكلي فقط، ويؤخذ على بعض المختصين الإداريين نظرتهم التجزيئية لموضوعات إختصاصهم، وهم يبررون ذلك بمستلزمات التخصص الدقيق وسعة المعلومات وسرعة تراكمها مما يحتم إختيار بعض الجوانب من الموضوع لضمان السيطرة العلمية على مشكلات البحث.
ورغم ما في التبرير من واقعية وإقناع، فإن الجانب الإداري من سلوك الإنسان لا ينفصل تماماً عن جوانب سلوكه الأخرى، مما يجعل إغفال هذه الجوانب في البحوث الإدارية عائقاً يحول دون التغلغل في كثير من مشكلات وحقائق الواقع الإداري المعقد.
ونستهل كتابنا بفصل عن التدرج التاريخي لمفهوم الإدارة وما رافق تطوره من تبدلات تقنية وفكرية وسياسية وإقتصادية، وتسلط بعض الأضواء على الأساليب الإدارية والتعديلات التي أجريت عليها عبر مسيرتها التاريخية وأهم العوامل التي فرضت ذلك.
ويود المؤلف في هذا الكتاب الإقرار بالصعوبات والتعقيدات الهائلة التي واجهته منذ بدئه بوضع التصميم الأولي لتأليفه، وكانت الصعوبة الكبرى إيجاد القواسم المشتركة بين العلوم السلوكية المعنية بدراسة الإدارة للإفادة منها في ربط جوانب هذا الموضوع في صيغ متكاملة.
ومع أن المنطلقات التي استخدمت في فصول الكتاب مستمدة من بعض هذه العلوم خصوصاً الأنثروبولوجيا والإجتماع وعلم النفس والإدارة فإن المؤلف ما يزال يشعر بأن الطريق سيظل طويلاً أمام المختصين في هذه العلوم لتحقيق المستوى المطلوب من الإلتقاء النظري والمنهجي حول حقل الإدارة ومشكلاته وعلاقاته المتشعبة.
فالإدارة في ضوء ما يطرحه هذا الكتاب من مفاهيم وآراء لم تعد مجالاً ضيقاً موصداً في وجه أهل الإختصاصات السلوكية الأخرى كما كان يتراءى للبعض، بل أصبحت اليوم أكثر إنفتاحاً أمام المعنيين بالإنسان والثقافة والمجتمع.
ولا شك أن هذه النظرة العلمية المستنيرة تنطلق من شعار "التداخل العلمي" بين العلوم الإجتماعية والسلوكية، وهو شعار يتعذر علينا الإستغناء عنه في تعاملنا مع تحديات التنمية الإجتماعية والثقافية في الوطن العربي. إقرأ المزيد