اليسار العربي في مواجهة العولمة النيوليبرالية
(0)    
المرتبة: 147,187
تاريخ النشر: 08/08/2008
الناشر: دار الفارابي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يشهد العالم اليوم أحداثاً وتطورات تؤشر الى احتمالات خطيرة على غير صعيد وفي غير ميدان، ليس فقط في لبنان، بل وفي العالم بأسره، وبخاصة في المنطقة العربية. ومصدر هذه الدقة وذاك الخطر الداهم، أن العالم يمر الآن بمرحلة انتقالية، مشحونة بالصراعات الظاهرة والمستترة، المتعددة الأشكال والأدوات، هي مرحلة التحول ...من وضع دولي جيو- سياسي الى وضع دولي آخر. وهي مرحلة، تحاول فيها الدول الأقطاب رسم ملامح النظام العالمي الجديد الآتي، بعد أن ثبت عجز الولايات المتحدة الأميركية عن تحقيق أوهامها الامبراطورية في ايجاد نظام عالمي أحادي القطبية يستند، كما أعلنت ادارة المحافظين الجدد، عبر وثيقة الاستراتيجية القومية للأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركية، الى "أممية اميركية مميزة" تعكس الوحدة بين مصالح أميركا القومية من ناحية، والقيم الأميركية من ناحية ثانية. وهذا يعني التماهي بين المصالح والقيم، وكأن العالم أمام محاولة لأمركته. وليس في هذا التوصيف للمرحلة التي نعيش والصراعات التي يشهدها العالم اي مبالغة. تعترف بذلك وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مقابلة لها مع هيئة تحرير جريدة واشنطن بوست الأميركية في أواخر شهر كانون الأول من العام 2006 . ففي ردها على سؤال حول وضع الولايات المتحدة الاستراتيجي حالياً وما اذا كان نفوذها يضعف عالمياً، اجابت بما معناه: "أعتقد أنها لحظة صعبة، لأنه عندما يبدأ النظام العالمي باعادة ترتيب او تشكيل نفسه بالطريقة التي يعيد بها ترتيب نفسه حالياً، فان المرحلة تكون مضطربة جداً بل وعنيفة، ويصبح من الصعب ايجاد ذاك الفضاء الوسط الاستراتيجي الذي يمكن للناس ان يتوافقوا حوله". ثم تضيف فيما يتصل بالوضع في الشرق الاوسط: "أننا نواجه بعض الصعوبات التي ينبغي علينا التعامل معها، ذلك أن الكثير من التسويات القديمة التي كانت قائمة في الشرق الأوسط، قد انهارت". اذن هي تعترف بأننا في مرحلة اعادة ترتيب النظام العالمي، وضمناً بأن أميركا لم تستطع اقامة مثل هذا النظام الأحادي القطبية. وهي تقول صراحة أن الصراع يدور الآن في الشرق الأوسط حول البنى السياسية أو التسويات الجديدة التي ستنتج عن هذا الصراع المحتدم. من هنا تأتي أهمية هذه الندوة الفكرية التي هدف المشاركون فيها ومن خلال اسهاماتهم البحثية الغوص في المستجدات والتطورات، التي مهدت لسقوط جدار برلين وما تلاها من نشوء النظام العالمي الجديد الأحادي القطب، للوقوف على ماهية وأهداف المشروع النيوليبرالي، الأميركي القيادة، وتحديد تأثيراته الآتية، واستشراف أهدافه اللاحقة وأشكال تجلياتها في العالم ككل وفي العالم العربي تحديداً، انطلاقاً من الوجود الميركي المباشر،الاقتصادي أساساً، بحماية عسكرية ضخمة، جندت لها الادارات الأميركية المتعاقبة، بل والعالم الرأسمالي برمته، كل قواها وأساطيلها وأجهزتها الاستخبارية. هذا وإن ما يهم المشاركين في هذه الندوة من تلك الأشكال الجديدة للسيطرة الرأسمالية ما يخطط لبلداننا، في المشرق والمغرب العربيين، من مشاريع تهدف الى إعادة رسم خارطة منطقتنا على أساس المصالح الإقتصادية العليا للولايات المتحدة، وفي مقدمتها وضع اليد على منابع النفط، وعلى الغاز الطبيعي في الخليج العربي وشمال أفريقيا. هذه هي الملامح العامة جداً للنظام العالمي الجديدالذي شكل المحور الأول لهذه الندوة. وهو بعنوان: "النظام العالمي الجديد: آفاق المشروع النيوليبرالي".
وسيتناول المحور ثلاثة مواضيع أساسية هي: أولاً- العولمة: الأشكال الجديدة للسيطرة الرأسمالية.
ثانياً- الثورة العلمية التكنولوجية: وضع العلم والتكنولوجيا في اقتصاد السوق-آمال وتناقضات إقرأ المزيد