العقيدة والإنتاج المعرفي ( بحث في العلاقة ما بين العقيدة العربية والإنتاج المعرفي العربي منذ القدم إلى 2500 قبل الميلاد )
(0)    
المرتبة: 195,105
تاريخ النشر: 23/07/2008
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن أي مجتمع إنساني يحتكم الى عقيدة معينة في تسيير أموره المختلفة. قد تأتي كلها أو جزء منها كشرائع مدونة أو كعادات وتقاليد متوارثة. وبغض النظر عن الطرق التي يحفظه بها المجتمع، فان العقيدة هذه هي التي تحدد طبيعة العلاقة بين الأفراد داخل وخارج المجتمع، كما تحدد طبيعة العلاقة ...بين الأفراد داخل وخارج المجتمع، كما تحدد شكل العلاقة مع الطبيعة والكون من حولهم. وحقيقة الأمر أنه في دراسة لأي مجتمع انساني، بعيد عن الأحكام المسبقة، سيجد الباحث ذاك المجتمع مختلفاً لعقيدة متكاملة ومكتفية بنفسها. فهي تلبي جميع احتياجات أفراده الروحية والعقلية مقدمة لهم أجوبة على أسئلتهم وإستفساراتهم ومقدمة لهم أسئلة تستحق البحث والنظر الى جانب علوم وخبرات تعينهم في معاشهم. وهذه العقيدة لم تأت من فراغ كما لا يجد الباحث لها أساساً في التراكم المعرفي للمجتمع، بل يجدها في مجموعة من الأفكار الأولية عن معنى الوجود. ومجموعة الأفكار هذه هي الإطار العام، هي الأبجدية التي بها نسج فكر وأدب وفن وعلم وصناعة وأساليب حياة المجتمع الانساني التي يتبناها بمعنى هي التي يتم بها نسج حضارته. والتنوع الفني بين الحضارات الانسانية يعود الى التنوع الفني في مجموع الأفكار الأولية التي تحملها كل منها، فكل حضارة انسانية تحمل معنى للوجود خاصاً بها، منعكساً في إنتاجها الفكري الخاص بها، والأدبي والفني الخاص بها والعلمي والصناعي والتقني الخاص بها وأساليب الحياة الخاصة بها، ولا يخفى على الكثيرين أن درجة وضوح رؤية هذا الإنعكاس، لمن يدرس حضارة إنسانية ما، يعتمد على مدى وضوح مجموع الأفكار الأولية هذه للدارس. وتزداد مشكلة وضوح الرؤية عند دراستنا للحضارات الكبرى التي تمتد على رقعة مكانية وزمانية كبيرة وغالباً ما ينتشر تأثيرها خارج حدودها الجغرافية الأصلية. فهذه الحضارات تمتاز بغزارة في الانتاج المعرفي مما يجعل الإحاطة بكل تفاصيله مهمّة شبه مستحيلة الى جانب أنه يعمل على غمر مجموعة الأفكار الأولية مغلّفاً ايّاها داخل طبقات من التراكم المعرفي ترهق الباحث في تقصّيها وتحديدها. لكن بدون تحديد مجموعة الأفكار الولية هذه، أي العقيدة، سيكون من الصعب تحديد معالم أية حضارة إنسانية ودراسة خط سيرها. وحول هذا الموضوع يأتي البحث في هذا الكتاب الذي يأمل المؤلف من خلاله اثبات العلاقة بين المعرفة والعقيدة، وبالتحديد العلاقة ما بين العقيدة العربية والانتاج المعرفي العربي منذ القدم الى 2500 قبل الميلاد. في محاولة لتوضيح ما أفرزته هذه العلاقة عندنا نحن العرب، وعند الاوروبيين. ووقع اختيار الباحث على أوروبا بسبب التأثير القوي والانبهار المزمن الذي تفرضه على العرب. ويرى الباحث أنه طالما أن الغرب قابع في قلب كل منا كمصدر للمعرفة وكإطار مرجعي يحال إليه كل شيء للفهم والتقييم فسيظل العرب قاصرين بحاجة إلى أوصياء. وهو لا يعني من وراء ذلك، بأي حال من الأحوال، التقليل من شأن المعرفة الأوروبية أو تحقيرها أو رفضها والإنغلاق على النفس، بل هو يهدف الى وضعها في إطارها الصحيح. فهي ليست تراثاً انسانياً عاماً، بل تراثاً أوروبياً خاصاً نشأ في ظروف معينة في عقيدة معينة من عقيدة معينة.كما أنه لا يقصد من وراء بحثه هذا تضخيم الحضارة العربية أو تبجيلها باعطائها أكثر مما تستحق، لأنها أيضاً نشأت في ظروف معينة من عقيدة معينة. وإلى هذا فإن الباحث يأمل أن يمثل بحثه هذا منطلقاً مناسباً لعقد مصالحة مع واقعنا الحالي لينهض العرب كما يجب لهم النهوض.نبذة الناشر:إن العقيدة التي تحتكم إليها حضارة ما، وما تنسجه بها من إنتاج معرفي لم تأت من فراغ كما أنها لم تأت نتيجة التراكم المعرفي عبر الزمن لأصحاب هذه الحضارة. فما هذه العقيدة إذن، وما هي حقيقة موقف أصحاب الحضارة منها؟
إن الإجابة على هذين السؤالين وما قد يجرانه من أسئلة أخرى بحاجة إلى صبر من القارئ في متابعته لها، ليس فقط لأنها تنتمي إلى ماضي الإنسانية السحيق الذي لا نعرفه عنه اليوم سوى هيكل عظمي هنا وأداة حجرية هناك، وليس لتنوع وغنى الإجابات التي قدمتها وتقدمها الحضارات الإنسانية المختلفة، ولكن أيضاً لاعتراض الإجابة على كثير من المسلمات التي حكمت تناول هذين السؤالين في القرنين الماضيين؛ فالحضارات الإنسانية القديمة قدمت إجابتها وأنهت الموضوع، ومن ضمنها الحضارة العربية. إقرأ المزيد