تاريخ النشر: 22/07/2008
الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذه الرواية هي الأولى للكاتب والأستاذ الجامعي العراقي عمر ظاهر المقيم في الدانمارك،وفيها تشريح شامل لكل أعضاء الجسم العراقي، خلال فترة زمنية طويلة تمتد منذ الخمسينات وحتى الحرب العراقية الإيرانية.
يتخذ الأسلوب المحكم البنيان، شكل التقاطع بين حكايا طارق وبين قصته مع الراوي، ويتساءل القارئ برغم انقسام شخصيتهما الشكلي، ...عن مدى صحة انقسامهما الفعلي، لأن أكثر من إشارة وإيحاء، وفي الغالب مقصودتين من الكاتب، تعود فتجمعهما بشخصية حقيقية واحدة نخالها مصابة بإنفصام عميق نتيجة حجم الآلام والعذابات التي مرّت بها.
يضع الكاتب هذا الإطار الذي يحتمل التأويل الرمزي للوضع الإجتماعي والسياسي في العراق، ليعمل على تشغيل ذاكرته ويعرض كل الأحداث التي مرّ بها طارق منذ أن فقد والده وهو طفلاً إلى واقعة إعدامه، فيدخل في مواجهة قاسية مع تفاصيل الحياة العراقية في الريف أولاً، حيث الأوضاع المتردية وحيث يسود البؤس وتتحكم العدوانية، وحيث يستبدل الحرمان من ممارسة الجنس الطبيعي بظاهرة ممارسات شاذة مع الحيوانات ومع الأطفال.
مقاومة الطفل طارق مع "الأفاعي" التي تعلّم الرقص معها في الريف، استمرت في المدينة، حيث ذهب شاباً ليدرس في جامعتها، ويكتشف الحاجة إلى مقاومة أخرى مع "أفاعي" من نوع أشرس وأخطر، مع أعيان المدينة وأصحاب السلطات فيها ومع حماتها الذين لا يتوانون عن استعمال تعذيب البشر وإذلالهم، كأساليب لبسط نفوذهم واستمراره. حتى تجربة الحبّ، لا يمكن فصلها عن هذه التركيبة المأساوية في مجتمع يسوده العنف ويسيطر عليه الفكر البوليسي وتوليفة المخابرات.
هذه الرواية بأسلوبها الصادق وسردها الواقعي، تحمل ما يعكسه الوضع التاريخي في العراق، من مآسي وعذابات وأوضاع لا إنسانية، نتيجة طغيان التخلّف العميق والمتجذر، ونتيجة الحقد والانقسام الديني والثقل الكبير الذي تولّده الضغوطات الاجتماعية. "فمخيلة الإنسان يمكن أن تمرر ملايين السنين في لمح البصر، في سرعة ربما تكون أكبر من سرعة الضوء نفسها، لكنها عاجزة كل العجز عن أن تمرر ساعة واحدة من الجوع أو الألم أو الانتظار بالسرعة نفسها". إقرأ المزيد