تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يشهد العقدان المنصرمان ثورة حقيقية في مجال الطب النفسي وفي تفرعاته، إذ لحق الطب السلوكي وعلم النفس الطبي، بالطب النفسي، ورفدا هذا الأخير بمعين كبير من اكتشافات علم النفس في المجالات الوقائية والعلاجية وتخصصاتها، انعكس هذا الأمر على الطب العام، فخرج الطب البشري ذاته عن نظرياته العلاجية الكلاسيكية التي ...تركزت على علم الأمراض العضوية المنشأ، وعلى السبل العلاجية التي أيضاً كانت تتمحور حول علاج المرض العضوي بمعزل عن علاقة النفس في الإمراض، وفي اعتلال العضوية ذاتها، وهنا ظهر علم جديد يسمى بعلم الأمراض النفسية العضوية (السيكوسوماتية)، وتم تصنيف بعض الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي، مثل القرحات الهضمية بأنواعها، والربو القصيبي، وداء رينولد، واضطرابات نظم القلب الوظيفية المنشأ، وبعض الاضطرابات القلبية – الدورانية، وحتى الصداع الوعائي ذاته، أُدخل مؤخراً في تصنيف الاضطرابات السيكوسوماتية، بينما الصداع التوتري يعتبر الشاهد على أثر الاضطراب النفسي وانعكاسه على العضوية، فيعالج اليوم بالعلاج النفسي – الفيزيولوجي (العلاج السلوكي). إلى جانب ذلك، فإن أمراض التوتر النفسي، والتي أصبحت شائعة اليوم، هي مصطلح يأتي ضمن الطب السلوكي، وعلم النفس الطبي، وهو مرادف للأمراض النفسية – العضوية (السيكوساماتية).
وعلى هذا يمكن القول بأن مفهوم علم السببية في الطب البشري قد تبدل اليوم، فاتسع ليشمل علاقة النفس في الأمراض العضوية، أي علاقة النفس بالجسد، وهذا ما تكلم عنه علماء الإغريق وفلاسفتهم، كما أشار إليه بصراحة علماء الطب العرب كابن سيناء مثلاً. ونتيجة لهذا التطور في مفهوم علم الأمراض في الطب البشري، فقد أعيد النظر بالأدوار العلاجية الملقاة على عاتق الاختصاصات الطبية، وبالتالي تم تطوير البرامج التدريسية في كليات الطب في العالم، وعليه تم إدخال الأمراض السيكوسوماتية، وأسند للطبيب العالم الممارس دور أكثر ضلوعية في علاج أمراض التوتر (السيكوسوماتية)، لأن أول ما يصادف هو مثل هذه الأمراض في ممارسته العلاجية، وذلك بعدما دلت الإحصائيات أن 25% تقريباً من المرضى الذين يؤمون عيادات أطباء الصحة العامة، يشكون من اضطرابات عضوية وظيفية نفسية المنشأ.
وهكذا انتُزِعَ من الطبيب السيكاتري الكثير من المهام العلاجية على مستوى الطب النفسي، لتدخل في نطاق المهمات العلاجية للطبيب العام. بينما بقيت كبريات الاضطرابات السيكاترية من نصيب المهام العلاجية للطبيب السيكاتري. وهذا الاتجاه تتبناه منظمة الصحة العالمية اليوم. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يقدم المنظومة العلاجية، أو الطيف المرضي الذي يمكن أن يعالجه. إقرأ المزيد