تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:حديث المغامرات جذاب، تضحك الجنيات في جوانبه وترن الخلاخيل، إن له لوسوسة مثيرة قلما استطاع إنسان أن يصم أذنيه عنها، كالخبز الطازج للجائع، كذلك تغرينا المغامرة. تشدنا من الأذيال،. تفتن. تصبي.تزغرد في الجوانح بألف موال. تذهب وتجيء بالجانب الطليق من أوهامنا ومن الأجنحة.
قصص المغامرات نسجت الإنسان منذ ...كانت الإنسانية. وإذا حفظ البشر التواريخ وقصص التواريخ فلأمر ما فعلوا ذلك ... ألف سبب كان يدعوهم لتداول أخبار المغامرين الكبار. لتقليدهم. لتخليدهم. للمتعة بأمجادهم، أو للشماتة بمصارعهم، أو للتعويض عن الواقع المهدور ... قد يكون ذلك. ولكن مهما تعددت الأسباب فكل الطريق تؤدي إلى روما أو إلى الطاحون كما يقولون ... فالمغامرة هي المغامرة.
إن المغامرة اختلفت بين الأمس واليوم اختلافا كبيرا. اختلفت أبعادها مع الأيام كانت قتل تنين موهوم، أو فتحا تجر له العساكر وتدق الطبول، أو إبحارا ضد التيار. أو تحديا لقانون من قوانين الطبيعة، او انطلاقة في المجهول. فصارت اليوم لا ألف نوع وألف شكل فقط بل بعد أيضا. صارت تمسك بأذن التاريخ وتجره إليها. تجاوزت الأرض إلى الأفلاك العلى. كانت سيفا وترسا وعضلة مفتولة فصارت مجازفة في الأفلاك، يشترك فيها عشرات الألوف. صارت إبتكارا يمكن أن يمحو نصف البشرية. صارت قيادة تسوق آلاف القوى التي ساقها الإسكندر وجنكيز ونابليون جميعا بعضهم مع بعض. صارت لعبات مالية تلعب بثروات الدنيا بين بضع قبضات. صارت شركات إحتكارية من عالم الأشباح الضخمة بيدها أن تجيع الملايين، أن تحصد الملايين، أن تصب في القبور بالملايين. المغامرة تعشش الآن في كل الرؤوس وتظهر كل يوم بأشكال طلعها كأنه رؤوس الشياطين ... ولسنا إلى التعليل الفردي للتاريخ وإلى رفض المذهب الإجتماعي إذا قلنا أن معظم أحداث التاريخ إنما كتبها المغامرون.
وبعد ففي النفس أشياء كثيرة تقال سوف نحاول أن نروي بعضا من قصص المغامرين الأولين. بعضا من أخبار هؤلاء الذين رسموا مصائرهم بأنفسهم، صاغوا أقدارهم بأيديهم تسوقهم قدرة الهية إلى صياغتها. إقرأ المزيد