الهجرة من متصرفية جبل لبنان 1861 - 1918
(0)    
المرتبة: 162,788
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: خاص-عبد الله الملاح
نبذة نيل وفرات:تشكل الهجرة ظاهرة اجتماعية معقدة ترتبط بتطور المجتمعات البشرية، وتتأثر بعوامل نموها وتقدمها أو تقهقرها وتراجعها. وهي تتولد عن أسباب متعددة: سياسية واقتصادية، ودينية، وديمغرافية، وثقافية، وتأتي بنتائج متشابهة في بلدان الجذب والانتقال حيث تسهم في دورة النمو والازدهار.
عرف لبنان الهجرة منذ تكوينه في العصور القديمة، فأنشأ حواضر على ...ضفاف البحر المتوسط نافست مستعمرات كبرى أقامها الإغريق أو الرومان. ولكن الهجرة فيه سرعت خطاها وحشدت أعداد المنضوين تحت لوائها منذ منتصف القرن التاسع عشر. وها هي الآن قد دخلت في الوعي القومي اللبناني، وأصبحت سمة ملازمة للشخصية اللبنانية، وتقدمت على سواها من قضايا الوطن. سماها العقلاء "ملحمة الاغتراب". وعقدت المؤتمرات والندوات من أجلها. وقامت مؤسسات محلية ودولية لترعى سبل التواصل بين جناحي لبنان المقيم والمهاجر. وتناولتها الدراسات والأبحاث.
وكان الأستاذ الدكتور عبد الله الملاح من أوائل الأكاديميين الذين انتبهوا إلى أهمية الهجرة على الصعيدين العلمي والوطني. فشرع أبواب البحث فيها أمام الطلاب، ووسع آفاقها لجهة اكتشاف المصادر الجديدة، وتعبيد طرق البحث، وضبط التعابير، وتثبيت المفاهيم. وأشرف على رسائل وأطروحات جامعية عديدة. وها هو اليوم يصور كتاباً جديداً عنوانه الهجرة من متصرفية جبل لبنان (1861-1918)، مركزاً فيه على مرحلة بدايات الهجرة الحديثة كما عاشها وشهد لا أهلها بما تبقى لهم من آثار.
والمعروف أن الغوص في اكتاشف الجذور هو الأصعب، ولكن الدكتور الملاح بنى على أصول صلبة، وقواعد متينة، وتعقب بدقة انطلاقة الهجرة من قرى وبلدات المتصرفية إلى دنيا الانتشار لتوضيح مكنوناتها.
وهكذا يكون هذا الكتاب القيم قد سلط الضوء على أهمية هذه الهجرة، وعلى حجمها وأسبابها ونتائجها. ويكون أيضاً قد سد فراغاً في هذا الميدان، وختم دائرة الأبحاث في عهد المتصرفية، التي أعطى فيها المؤرخ أينع الأثمار وأشهدها.
ويتبين القارئ أن الهجرة في المرحلة الريادية تنطلق من جبل لبنان، وأن لهذا الجبل نظام خاص وكيان مستقل تماماً عما سواه من البلدان المجاورة، عرف بنظام المتصرفية. ولأن أهم ما يدفع إلى الهجرة هو استدراك لواقع ما أو تمرد عليه، ولأن أهم أهدافها نشدان الحرية والتمسك بها مهما كانت الصعوبات، فهذا يعني أن العجرة كانت أحد أشكال النضال من أجل صون استقلالية المتصرفية، التي لم تكن قطعاً جزءاً من ولاية سوريا، بل كياناً قائماً بذاته، ومرتبطاً بالسلطنة العثمانية بواسطة ضمانة الدول العظمى. وإذا كانت الهجرة صوت صارخ يرفض أي مسعى لإحلال وضع يمس بالمتصرفية، فهذا ينفي إدعاء أصحاب الدمج والدغن بين جبل لبنان سوريا، كم يزعم فيليب وجوزف كيال وغيرهما... إقرأ المزيد