لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

يومية هروب

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 235,836

يومية هروب
2.55$
3.00$
%15
الكمية:
يومية هروب
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:شعر بحاجته الشديدة إلى سيجارة، شم رائحتها فملأت خياشيمه. تلفت فلمح أحدهم يدخن بحذر، كان يضع السيجارة في راحة يده فلا يظهر منها سوى الفلتر الذي يضعه في فمه فتتوهج السيجارة في راحة اليد دون أن يلمحها أحد، آخر كان يجلس بجانبه يبدد الدخان بكرتونة في يده، لو لمحه ...أحد حراس البوابة فسوف يكون عقابه صارماً. كانوا معه في زنزانة واحدة في القسم لذا فهم يعرفون أنه يدخن كثيراً، وكان يعطيهم مما معه، اقترب منه الذي يدخن وأعطاه السيجارة فأخذنا متلهفاً وامتص نفساً عميقاً ابتلعه ثم بدأ يخرجه ببطء، وأحس بدوار وخدر لذيذ، له يوم كامل لم يدخن، ترك له السيجارة وانضم إلى زملائه وأخذوا يبحثون فيما بينهم ثم رجع إليه وقال له: أنا شاورت الزملاء وقررنا أن تدخن أنت فقط، وأخرج من ثنية رجل البنطلون ثلاث سجائر، كذلك فعل الآخرون فكان المجموع ثلاث عشرة سيجارة من ماركات مختلفة تكومت أمامه، قالوا أن السجائر تؤثر فيه بشكل كبير وهم يرونه متعباً من عدم وجودها بينما يستطيعون التحمل. لم يستطع الكلام، فهذا الموقف النبيل لا يجد له مبرراً خاصة أنه لا ينتمي إليهم ولا يجمعه بهم سوى الحبسة، لكنهم أسروه بهذا الموقف. قرر أن يخبئ السجائر تحت البطانية فهي مكان آمن، وإنه يستطيع تدخين سيجارة كل ساعة حتى موعد الزيارة في الغد.
كان متبعاً فتمدد فوق البطانية وفرد بدنه، حين يكون الجسد متعباً فإن الذهن يصبح صافياً. هو لا يستطيع تبرير ما حدث، كأنه مقدر ومكتوب أن يهرب ثلاث عشرة سنة كاملة، حدث ذلك في منتصف السبعينات، تحديداً عام سبعة وسبعين وتسعمائة وألف، وبعد ثلاثة شهور من موت أمه، موتها كان زلزلة، وكان كارثة بكل المعاني، كان موته هو أيضاً الذي اعتاد القول: لو جرى لها شيئاً فسوف يموت وراءها، الآن يدرك أن لا أحد يموت وراء أحد، وأن الزمن يضعف من الكوارث الكبرى، الغريب أن مرور الزمن يشعره بحنين جارف إليها ويعمق إحساسه بالفقد، ودائماً ما يجلس يتمثلها في حياتها اليومية: إيماءاتها، التفاتاتها، تبسهما وغضبها، قامتها إذ تنتصب واقفة، نبرة صوتها، لحظات خفوته إذ تهمس، لحظة رنت إليه وهو يحلق ذقنه للمرة الأولى، تلهفها على احتضانه والزهو حين تراه أطول منها، وإذ ترى منابت شعر شاربه مخضرة، وإذ تراه يشاغل ابنة الجيران فتسعد.

إقرأ المزيد
يومية هروب
يومية هروب
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 235,836

تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:شعر بحاجته الشديدة إلى سيجارة، شم رائحتها فملأت خياشيمه. تلفت فلمح أحدهم يدخن بحذر، كان يضع السيجارة في راحة يده فلا يظهر منها سوى الفلتر الذي يضعه في فمه فتتوهج السيجارة في راحة اليد دون أن يلمحها أحد، آخر كان يجلس بجانبه يبدد الدخان بكرتونة في يده، لو لمحه ...أحد حراس البوابة فسوف يكون عقابه صارماً. كانوا معه في زنزانة واحدة في القسم لذا فهم يعرفون أنه يدخن كثيراً، وكان يعطيهم مما معه، اقترب منه الذي يدخن وأعطاه السيجارة فأخذنا متلهفاً وامتص نفساً عميقاً ابتلعه ثم بدأ يخرجه ببطء، وأحس بدوار وخدر لذيذ، له يوم كامل لم يدخن، ترك له السيجارة وانضم إلى زملائه وأخذوا يبحثون فيما بينهم ثم رجع إليه وقال له: أنا شاورت الزملاء وقررنا أن تدخن أنت فقط، وأخرج من ثنية رجل البنطلون ثلاث سجائر، كذلك فعل الآخرون فكان المجموع ثلاث عشرة سيجارة من ماركات مختلفة تكومت أمامه، قالوا أن السجائر تؤثر فيه بشكل كبير وهم يرونه متعباً من عدم وجودها بينما يستطيعون التحمل. لم يستطع الكلام، فهذا الموقف النبيل لا يجد له مبرراً خاصة أنه لا ينتمي إليهم ولا يجمعه بهم سوى الحبسة، لكنهم أسروه بهذا الموقف. قرر أن يخبئ السجائر تحت البطانية فهي مكان آمن، وإنه يستطيع تدخين سيجارة كل ساعة حتى موعد الزيارة في الغد.
كان متبعاً فتمدد فوق البطانية وفرد بدنه، حين يكون الجسد متعباً فإن الذهن يصبح صافياً. هو لا يستطيع تبرير ما حدث، كأنه مقدر ومكتوب أن يهرب ثلاث عشرة سنة كاملة، حدث ذلك في منتصف السبعينات، تحديداً عام سبعة وسبعين وتسعمائة وألف، وبعد ثلاثة شهور من موت أمه، موتها كان زلزلة، وكان كارثة بكل المعاني، كان موته هو أيضاً الذي اعتاد القول: لو جرى لها شيئاً فسوف يموت وراءها، الآن يدرك أن لا أحد يموت وراء أحد، وأن الزمن يضعف من الكوارث الكبرى، الغريب أن مرور الزمن يشعره بحنين جارف إليها ويعمق إحساسه بالفقد، ودائماً ما يجلس يتمثلها في حياتها اليومية: إيماءاتها، التفاتاتها، تبسهما وغضبها، قامتها إذ تنتصب واقفة، نبرة صوتها، لحظات خفوته إذ تهمس، لحظة رنت إليه وهو يحلق ذقنه للمرة الأولى، تلهفها على احتضانه والزهو حين تراه أطول منها، وإذ ترى منابت شعر شاربه مخضرة، وإذ تراه يشاغل ابنة الجيران فتسعد.

إقرأ المزيد
2.55$
3.00$
%15
الكمية:
يومية هروب

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 89
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين