المفهوم القانوني لجرائم الإرهاب الداخلي والدولي
(0)    
المرتبة: 103,493
تاريخ النشر: 30/01/2008
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة نيل وفرات:كتبت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، الأحرف الأولى لمستقبل جديد في العالم، وقد وضعت هذه الأحداث حجر الأساس لنظام عالمي جديد، يقوم على مبدأ الصراع ما بين قطبين: قطب ظاهر تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها، وقطب خفي وهو الإرهاب.
فالإرهاب كقطب دولي، يكتسب قدرات متزايدة من ...حيث الفعل والتأثير، إلى حد أنه ألحق بالولايات المتحدة الأمريكية خسائر لم تتعرض لها من قبل، بل ما كان ممكناً أن تصيبها إلى هذا الحد في النظام الثنائي القطبية الذي أقيم على أساس من الدرع المتبادل أثناء الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي السابق.
ويتميز الإرهاب، وقد وصل إلى هذا المستوى من الخصورة، بأنه يضرب من قرب ومن الداخل، وفي القلب مباشرة. الأمر الذي يتيح له دقة وتأثيراً لا يتوفران لمن يضرب انطلاقاً من موقع يبعد آلاف الأميال. ولذلك فهو يسبب أضراراً لا تقل، بل ربل تفوق، ما يترتب على حرب تقليدية، بل حتى حرب نووية صغيرة.
وللأسف، في حربها على الإرهاب انتهكت الإدارة الأمريكية ما تبقى من حقوق للإنسان وحرياته العامة والخاصة، وضربت عرض الحائط بكافة المواثيق الدولية والقانون الدولي العام، وقلبت المفاهيم الواضحة الصريحة، فاعتبرت المقاومة المشروعة في وجه المحتل إرهاباً يقتضي مكافحته والقضاء عليه، وتغاضت عن الإرهاب الحقيقي الذي تقوم هي بممارسته بحق كافة شعوب هذه الأرض بدءاً من إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية، مروراً بفيتنام وكمبوديا وكوبا وأفغانستان ولبنان وأخيراً وليس آخراً بالعراق، وما تقوم به حليفتها الدولة الصهيونية من إرهاب دولة منظم بحق الشعب الفلسطيني وذلك تحت حجة واهية وهي الدفاع عن النفس.
وتحت شعار "من ليس معنا فهو ضدنا" الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جورج بوش عقب أحداث الحادي عشر من أيلول، اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن كل دولة تعارض سياسة الاستعمار والاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتغيير أنظمة الحكومات التي لا تتماشى مع هذه السياسة دولة إرهابية، مع أنها في كافة المنتديات الدولية ترفض من حيث المبدأ فكرة وجود مفهوم إرهاب الدولة.
هذا التشويش المعتمد الذي تقوم به الإدارة الأمريكية لبعض المفاهيم لا سيما عدم تحديد مفهوم الإرهاب، والخلط بين خطورة مكافحة الإرهاب قبل التوصل إلى وضع تعريف شامل عالمي له، دفع بالمحامي عبد القادر زهير النقوزي إلى كتابة هذه الرسالة التي تهدف إلى معالجة بعض نقاط الخلاف، ومحاولة توضيح وإزالة هذا التشويش واللبس حول موضوع الإرهاب إن من حيث تعريفه داخلياً أم دولياً، أو أشكاله أو تفريقه عن الجرائم المشابهة، والتمييز بينه وبين المقاونة المسلحة المشروعة، ولا ننسى أخيراً الإجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي والتشريعات الداخلية لمكافحته.
وفي هذا الصدد قسم البحث إلى قسمين: القسم الأول: الإرهاب والجرائم الدولية وهو ينقسم إلى بابين: الباب الأول: الإرهاب وأشكاله. الباب الثاني: مقارنة الإرهاب بالجرائم الدولية المشابهة. القسم الثاني: الإرهاب والمقاومة وهو بدوره ينقسم إلى بابين: الباب الأول: الإرهاب وحركات التحرر الوطني. الباب الثاني: الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب. إقرأ المزيد