تاريخ النشر: 23/10/2007
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"يتراءى لي أني رجعت إلى الوحدة العاصبة في سنوات الطفولة والمراهقة إلى تهميشها, أحلامها المقتلعة من جذورها بدون جسد. لكم أعشق الوحدة. إنها تتزين عندي بمفاتن كثيرة! منذ زمن بعيد كانت الوحدة غنيمة طفولتي الأولى. التسلل خارج الأسرة يعني التمتع بلحظة سلام. يعني الإفلات من الأعباء المنزلية الكثيرة, من ...الإستعباد, من سطوة الذكور. أشقائي أولاً ثم الفتية في المدرسة لاحقاً. فكانت الوحدة مساحة القراءة وزمنها, والأحلام, وحيواتها المتخيلة. وقد أصبحت الآن مساحة الكتابة. وبواستطها, كونت نفسي, ضد الذوبان في المجموعة أو في الخرافات القديمة … في نهاية الأمر, لعل هذه الوحدة حبي لذاتي, أي حب الحياة التي يحفظها التبصر من التمادي في الأنانية, ولكنه حب من القوة والشراسة بحيث يمنعني من التشتت, ومن توزعي على مظاهر خدّاعة حتى إذا لم يعد تناول العشاء وحدي خارج البيت مبارزة, لحسن الحظ, فهو يمثل لحظة تبقى مطبوعة بسحر الذكريات. لا غنى لي عن هذه الوحدة. إنها لحظة خشوع أو بالعكس, انقطاع تام. بمثابة الطقس أو الإحتفال. غالباً ما يخالجني الشعور بأنني أحتفل هنا بالمرأة التي كانت هناك, تلك التي كانت في صراع مع مصاعب هائلة, ولا وسيلة لديها سوى الرغبة الساخطة بالعيش. جلست على انفراد معها لأثبت لها أنني لا أخالف متطلباتها, وأنني لا أنسى الاستمتاع بكل لحظة بكل ما دفعت ثمنه باهظاً وأنني ما زلت أسدد ديني لها في مجتمع ذكوري تعلو صرخة خرساء واحتجاجات صامتة تجول في داخل امرأة كان نصيبها أن تفتح عينيها على أب في أسرة تعظم الذكر".
تخفي الرواية في رحلتها متنقلة من المدرسة إلى الأسرة إلى خارج وطنها الجزائر الذي غادرته إلى فرنسا من أجل الدراسة وهاجس وطأة الظلم الذكوري يلاحقها من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد ومن المجتمع إلى نفسها. تجارب تمرّ بها, وأحداث تواكبها, إلا أنها لم تستطع الشفاء من مرضها المتمثل في ألمها من ظلم المجتمع الذكوري.نبذة الناشر:"فارقت أبي لأتعلم أن أحب الرجال الذين يشكلون قارة معادية لأنها بعد مجهولة. وأدين له كذلك بأنني أعرف كيف أنفصل عنهم، حتى حين أكون مفتونة بهم.
ترعرعت بين الذكور، كنت الفتاة الوحيدة في الصف من الصف المتوسط الثاني حتى البكالوريا. وكنت الناظرة الوحيدة في المدرسة الداخلية وسط الرجال.. لقد كونت نفسي مع الرجال وضدهم. إنهم يجسدون كل ما تطلب مني الأمر انتزاعه، للتمتع بالحرية". إقرأ المزيد