الكوارث المناخية - الجفاف -
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الرضا للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:كلمة كارثة كلمة كبيرة وتعني إنذاراً كبيراً بالخطر، وخالة تهديد كبيرة للبيئة والحياة، وخصوصاً عندما نعكسها بالخوص على مستوى القطر، فأغلب البلدان النامية والمتقدمة مهددة بيئياً، وتواجه مشاكل تهدد مستقبل الحياة فيها من تلوث صناعي أو بحري أو تلوث الهواء بنفاث السيارات وغيرها، وأهمها الكوارث المناخية الناتجة عن التصحر ...ونقص المياه، ولكن المعطيات العامة المناخية والبيئية هي مؤشرات خطيرة، ومواضيع يجب تناولها بجدية، وتعبر عن حضارة المجتمع في التفاعل مع مشكلاته الوطنية، خصوصاً في أمر يعتبر مرتكزاً أساسياً لاستمرار الحياة وحماية البيئة في مجتمعاتنا، فعلينا أن نعي أن التغيرات المناخية ليست حالة تحول عام فقط، وتحولها موضوع غير قابل للتداخل البشري، وأن نتائجها سلباً وإيجاباً خارجة عن السيطرة البشرية الإنسانية، فسلامة البيئة هي مسؤولية المجتمع ونشاطه البشري.
من هنا يمكن إدارة النواحي البيئية بشكل فعال، وكذلك القضايا المناخية، فلا تخلو من مسارات تدخل كبيرة للإنسان، وكذلك قضايا تكيفه في التعامل مع معطيات التغير المناخي يمكن دراستها ورصدها، ورصد تحولاتها وبناء خطط وطنية فعالة في مواجهة معطياتها، وحتى في تغيير مسارها، فالجفاف له أسباب في الدورة المناخية وتغير الحرارة، وغير ذلك من تأثيرات العمل البشري التي تتعلق بتطور الحضارة الإنسانية، فمخلفات المدن والتوسع السريع بالمدن والبناء على أراض زراعية خصبة، بدون توجيه العمران للمناطق الصحراوية وإصلاحها أو زرعها، يجعل المناخ يتغير بفعل الحرارة الناتجة عن الكتل البيتونية، وعن نقص الأشجار وتآكل المناطق الزراعية.
كلنا نعلم أننا نعيش على أطراف الصحراء، وأن التغيرات المناخية ليست بصالحنا، فهي تسير باتجاه التصحر، وأن بعض خطوات التوسع السكاني المدني تقضي على المساحات الخضراء، وتستبدلها بكتل بيتونية ترفع درجة حرارة الأرض، ولا تجتذب الغيوم والأمطار، كما أن التوسع السكاني يستهلك المياه الجوفية ويلوثها، ويؤثر على الينابيع والمياه الجارية مما ينعكس على الطبيعة الخضراء وري المزروعات والأشجار، ويدمر البيئة الخضراء مما يزيد من الجفاف مع عامل حضاري متزايد في ازدياد احتياج المياه العذبة، ويضع ضرورة للتشجير، وجذب الأمطار، وإعادة استخدام المياه الملوثة لغايات زراعية وحتى لغايات الشرب.
إن الكوارث المناخية للجفاف هي كوارث بكل معنى الكلمة، فهي تدمر حياة الإنسان والماشية، وتزيد التلوث، وتخفض الإنتاجية الزراعية وترفع تكلفتها وتدهور التربة، وتؤثر على الغطاء النباتي والأشجار والغابات، مما يجعل الكوارث المناخية، وخصوصاً التصحر والجفاف من أهم تحديات التنمية في بلادنا لأنها تهدد أساس بناء المجتمعات الذي هو الماء والغذاء، وتهدد بعدم استيعاب السكان الإضافيين أو المتكاثرين، وسرعة تدميرهم للبيئة وتلويثها بشكل يرفع تكلفة إيجاد المياه العذبة والغذاء الصحي، وحتى المنتوج الزراعي بالتكلفة المناسبة.
من هنا تأتي أهمية مواجهة الكوارث المناخية بخطط وطنية فعالة ودقيقة، لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع وعدم استهلاك موارده وخيراته المناخية بشكل تعسفي يمنع تجددها، من هنا تنبع أهمية هذا الكتاب في تحليل هذه الكارثة المناخية، وتحديد الحلول والأولويات، وخصوصاً ومؤلف هذا الكتاب عمل لمدة طويلة في مجال الأراضي، وهو يقدم خلاصة أبحاثه وخبراته في هذا المجال. إقرأ المزيد