أمريكا الخصم والحكم ؛ دراسة توثيقية في 'عملية السلام' ومناورات واشنطن منذ 1967
(0)    
المرتبة: 58,497
تاريخ النشر: 06/08/2007
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: يتوفر في غضون أسبوع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب دراسة لعملية السلام الخائبة التي ترعاها الولايات المتحدة وتتلاعب بها منذ 1967. وهو استكمال وتطوير لكتاب سابق نشرته بعنوان رئيس هو تعويق السلام. إنه يركز على هذه العلاقة الشاذة بين الولايات المتحدة وطرفي النزاع المباشرين: الفلسطينيين والإسرائيليين، علاقة شهدت على مدى العقود الأربعة الماضية كثيراً من التحولات ...الحربائية والتجارب والمحن. فقد تطورت من سياسة رفضية سافرة تتنكر لأية مشاركة فلسطينية ولا تعترف للفلسطينيين بأية حقوق إلى سياسة تصب اهتمامها على تجديد متاهات وعثرات عملية السلام وليس على السلام. ولعل أعظم إدانة لها هو هذا المدى المتطاول المضجر من السنوات الذي بلغت معه عملية السلام أرذل العمر من دون أن تتقدم خطوة واحدة نحو السلام.
بعد حرب 1967، تحولت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من علاقة متميزة إلى حلف استراتيجي. وهذا وحده ينسف كل أمل في نزاهة الوساطة الأمريكية التي جهدت في قطع الطريق والحجر على كل وساطة أو مبادرة دولية للسلام. وقد كان لهذا الاستشراس في التفرد الأمريكي نصيب وافر في تحقيق كثير من أهداف المشروع الصهيوني، إذ آزر إسرائيل بالمال والسلاح والدعم السياسي، وأجنها وحماها من كل نقد دولي، ورفعها فوق كل قانون وأخلاق وشرعة دولية وإنسانية، وهندس لها ما أعانها على التفاوض اللانهائي العقيم وما مكنها من إيجاد حقائق يومية على الأرض.
حين انتهت الحرب الباردة وظن من ظن إن إسرائيل ستخسر شيئاً من منزلتها في الحسابات الاستراتيجية الأمريكية، تزايد الحلف الاستراتيجي بينهما تشابكاً وهجومية وقوة. إن الرئيس بوش الأول مثل، حاول أن يشد من أواصر مشروعه الإمبراطوري بالعمل على حل المسألة الفلسطينية متبنياً مشروع بيغن للحكم الذاتي. لكن حل بوش الأب ذهب معه حين خرج من البيت الأبيض خاسراً في عام 1992. أما خليفته بيل كلينتون فقد تميز بدعوته ياسر عرفات وإسحق رابين إلى البدء بعملية لحل المسألة الفلطسنية. ومن المفاوقات أن كلينتون كان أول رئيس أمريكي يبطل فكرة مبادلة الأرض بالسلام، ويعمد إلى قلب معنى القرار 242. أما عملية أوسلو فما فتئت -منذ فقست في عام 1993 إلى أن نفقت في عام 2000- تخلق بلايا ودمامات إضافية.
في تموز/يوليو 2000، دعا الرئيس كلينتون إلى قمة ثانية في كامب دافيد، وذلك في مسعى لتجاوز التزامات إعادة الانتشار التي ينبغي على إسرائيل أن تفي بها بموجب اتفاقيات أوسلو، وللقفز مباشرة إلى قضايا الوضع النهائي. وحين لم يذعن الفلسطينيون لهذا الإملاء، حلت عليهم لهنة واشنطن وتل أبيب. كانت القمة مهرباً استراتيجياً أراد بها رئيس الوزراء باراك أن يعفي إسرائيل من التزاماتها، وكان فشلها بالنسبة إلى كلينتون وباراك مدعاة لشيطنة عرفات وتخصيصه وحده بالملامة، ثم تطور الأمر بالطبع إلى حرق عرفات والقضية الفلسطينية برمتها.
ما لم يحققه باراك في كامب دافيد من تفكيك كامل لكل الاتفاقيات السابقة، تحقق على يدي خلفه أرييل شارون بفضل الشروط التي استجدت بعد أحداث أيلول/سبتمبر 2002. هذه الأحداث كانت القشة التي قصمت ظهر الدولة الفلسطينية العتيدة وقضت نهائياً على الفرص الضئيلة الباقية لحل الدولتين.
لقد استطاع شارون في زياراته السبع لواشنطن أن يغري بوش الابن بالانقلاب الكامل على خطة والده وعلى سياسة كلينتون. وغني عن القول إن رؤية بوش الابن للدولتين ليست إلا رؤية إسرائيلية سرعان ما بدأت تلوم الشريك الفلسطيني، وتكيد لعرفات، وتطلب إقصاءه. هكذا وصلت الدبلوماسية الأمريكية إلى نقطة التجمد، وأطلقت بذلك يد شارون لفحش ويفجر بالفلسطينيين على هواه، بل لعلها شحذت أطول سكاكينه.
لطالما ساد الاعتقاد في الولايات المتحدة بأن عملية السلام يمكن أن تمضي على عجرها وبجرها، فيما تؤدي الولايات المتحدة دور المحايد الذي يستبسل في البحث عن حل للنزاع. لكن القول بأن واشنطن وسيط محايد نزيه يتناقض مع تحالفها المستمر مع إسرائيل. ثم إن ما يزيد جهود السلاك تعقيداً تلك الحقائق السياسية التي فرضتها إسرائيل على الأرض خلال العقود الطويلة من الضم الفعلي للأراضي المحتلة. وهذا ما يجعل من أية تسوية سليمة قائمة على أساس الإنسحاب من الأراضي المحتلة أمراً شبه مستحيل.
برغم ذلك، فإن تلك المصافحة التاريخية بين رابين وعرفات في حديقة البيت الأبيض (أيلول/سبتمبر 1993) أوهمت الكثيرين وخدعتهم بأن اتفاقيات أوسلو هي الخطوة المباركة الأولى نحو السلام الحق. لكن السنين الطويلة التالية من الانسداد والعقم والتخبط العشوائي، كل ذلك أصاب عملية السلام بضربات قاتلة متلاحقة. قبل تلك الصفقة، كان عرفات رمز الإرهاب وعنوانه، وكان تجسيداً للشيطان الذي تأنسن فجأة مع صفقات أوسلو، ولكن إلى أجل معلوم، إذ ما كاد يستنفد رصيده من التنازلات ولم يعد لديه ما يعطيه (من دون أن يخسر نفسه وزعامته وقضيته) حتى أعاده شارون كما كان وراح يتلذذ بتغذيبه وإذلاله. بذلك أصبحت عملية السلام ذكرى غابرة أو أثراً بعد عين.نبذة الناشر:القراء التواقون إلى معرفة أسباب فشل كل جهود السلام في فلسطين في ظل سلام الهيمنة الأمريكية، سيجدون في هذا الكتاب الرائع أجوبة واضحة لا لبس فيها. إنه يكشف بوضوح عن التناقض بين حديثها عن السلام وبين واقع سياستها. ففيما تقف واشنطن سداً في وجه كل مبادرة للسلام نجدها تمعن في حقن العدوانية بالمزيد من السلاح والمال والنقض في الأمم المتحدة.
إن الدور الهمايوني الذي لعبته واشنطن موثق في هذا الكتاب توثيقاً متقناً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النتائج المدمرة لتظاهرها وفشلها في أن تكون وسيطاً نزيهاً... هذا الكتاب ليس مجرد نقد صدق محق للسياسة الأمريكية، بل إنه يقدم منطلقاً ناصحاً لصانعي السياسة الأمريكية في واشنطن.
إيلان بابيه إقرأ المزيد