البحث عن ديمقراطية عربية - الخطاب والخطاب المقابل
(0)    
المرتبة: 157,539
تاريخ النشر: 06/08/2007
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:ما من مفهوم يلحّ على بساط البحث عند منقلب الألفية أكثر من الديموقراطية. فقد عادت الديموقراطية حقاً. وهي رائحة كرواج ما بعد الحداثة والعقيدة الإسلامية. وما زالت الانشقاقات حول مختلف جوانبها تشغل المناقشات العلمية، وثمة مناقشات مماثلة يرجح أن تسود الخطاب بشأن الديموقراطية في الوطن العربي. فلا تزال الديموقراطية ...تهيمن على العقول في مختلف اللغات والثقافات. ما تنتحلها مجموعة واسعة من الخطابات والأصوات والنضالات. ومهما يكن من أمر فلا مناص للديمقراطية، وربما أيضاً لا خلاص للوطن العربي من دون الديموقراطية. إن عين التجني في حق المخيلة العربية والميراث العربي أن تغتال الديموقراطية من باب أنها منتوج الآخر. وقد كان لفلاسفة العرب والمسلمين دور في حفظ الديموقراطية للإنسانية. ترحال وتجوال الديموقراطية على مدى ألفيات من الدهر الإغريقي إلى هذا الدهر لم يكن ممكناً من دون مرورها من خلال العقل العربي والإسلامي الذي في أوج عنفوانه تبنى المناظرة العلمية مع الآخر قيمة وثقافة، وحتى وإن كان للسيف والرمح حضور في الخيال الشعري والمعرفي عند العرب فإن القرطاس والعلم هما اللذان جسّما التميز والطموح والثقة بالنفس عند العرب. سلطان العرفان والفكر الاستكشافي ولّد سلطاناً سياسياً. والعبرة في ما سبق أن الخوف من الجهل كان خطاً أحمر عند العرب. هذا وإن ما يقدمه الباحث في دراسته هذه إنما يأتي ضمن هذه المقاربة، ومحاولة نقدية للديموقراطية، يتوخى فيها خارطةً ترسم الخطاب والخطاب المقابل على ثلاثة محاور متفاعلة ومتشابكة: خطاب غربي-غربي، خطاب غربي-عربي، وخطاب عربي-عربي.
يتناول الباحث الديموقراطية بين دفتي هذا الكتاب وضمن هذه الدراسة على أنها غير ثابتة وغير أحادية. ومن هذا المنطلق ينسج فهماً غير ذلك الذي درجت عليه أطروحات سطحية جداً لهذه الإشكالية من خلال البنى المعرفية والثقافية والدينية والسياسية التي تولد في حضنها الخطابات والخطابات المقابلة للديموقراطية سواءً كان ذلك في المخيلة والوعي العربيين ونظيريهما الغربيين. وإن التناظر في هذا الموضوع هو شبيه بالجدل الذي عرفه العرب والمسلمون إزاء الفلسفة وموضوعها إزاء الإسلام كدين وفكر ونظام وهوية وقيمة. وبالعود فإن هذا الكتاب يضم ثمانية فصول. ينشد الفصل التمهيدي والفصل الذي يليه إلى الإحاطة بقابلية التناظر حول الديموقراطية عن طريق الكشف عن العديد من تفاسيرها وتفحص كيفية نزع السمة الأسيّة عنها. ولنزع السمة الأسية ما يشبهه في الإسلام المجسم. يُستعرض هذا الموضوع في الفصل الثاني. وبالنسبة للفصلين الثالث والرابع ففيهما ينتقل التحليل إلى التشكيلات النظرية للديموقراطية في الغرب والشرق. فالأبحاث حول الديموقراطية في هذين الفصلين اللذين يتناولان الطروحات الاستغرابية والاستشراقية على التوالي مناقشات مهمة لا تنطوي على مسألة الديموقراطية فحسب وإنما تشمل أيضاً موضوع الحداثة والمواجهة بين الغرب والشرق. يعنى الفصل الثالث بفرضية أن الاستغرب مكمل للاستشراق ويرمي إلى استكشاف الصلة بين عملتي الاستشراق والاستغراب. ويستعرض الفصل الرابع المواقف الاستشراقية من العرب والإسلام في ما يتعلق بالديموقراطية. ويطلع الفصل الخامس القارئ على الروايات العربية عن الحكم الصالح، في الماضي والحاضر، ومعظمها لصالح الديموقراطية، وإن تكن لا تخلو من معارض لها. ويبتعد الفصل السادس عن المقولة الاستشراقية المعهودة بأن النساء العربيات مجموعة مضطهدة ومكبوتة الصوت وغير فعّالة، ويثبت عكس ذلك. وهو يحلل وجهات نظر نساء إسلاميات وعلمانيات عن الديموقراطية، مع التشديد على النشاطات الإسلاميات اللواتي أجرى الباحث مع عدد منهن مقابلة لإنجاز هذا العمل. ويجري الفصل السابع مسحاً لمدخلات الإسلاميين في مسالة الديموقراطية ويطرح مجموعة من الأسئلة المحيرة عن العوامل التي تقيّد الانتقال الديموقراطي. وهو يحلل المدى الذي يمكن أن تبلغه الادعاءات بوجود علاقة سببية نوعاً ما بين روابط الحكومات الغربية الوثيقة بالأنظمة العربية واستمرار الحكم السلطوي. ويشدد الفصل الثامن والأخير على إمكانية بروز كيان جديد، والتواصل عبر الاختلاف، وحيّز مشترك بين الإسلامات والديموقراطية، بالانتقال من الاختبارات الثابتة والأحادية إلى المنافسات ومن النص إلى السياق.نبذة الناشر:مع هذا الكتاب نحن بصدد واحد من أعمق وأشد الكتب في موضوع السعي نحو ديمقراطية عربية. ولا نعني فقط ما صدر منها بالعربية، إنما يشمل ذلك ما صدر من دور النشر البريطانية والأمريكية، وهو كثير.
أهم ما يميز هذا الكتاب أنه تمتزج فيه جوانب التناول التاريخي والسياسي والإيديولوجي والفلسفي، في صياغة منهجية وبحثية رفيعة ليصل إلى ما يسميه المؤلف نفسه "لحظة تاريخية في المجتمعات العربية... حيث تبدو على درجة كبيرة من الثقة في الانخراط مع مسألة "الديمقراطية" والمشاركة في مثلها الأعلى وتجربتها". إقرأ المزيد