تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: بدايات للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الرازي : فيلسوف ، كيميائي ، طبيب . . . وهو إلى ذلك كله رجل إستثنائي لم يوجد من يضاهيه في تاريخ الشرق . ولد أبو بكر محمد بن زكريا الرازي في الريّ في جنوب إيران ، فهو فارسي الأصل ، وقد تنقل في بلدان كثيرة وقَدِم بغداد وعاش ...فيها ردحاً من الزمن وذاع صيته كطبيب وكيميائي وفيلسوف ، وأطلق عليه اللاتين لقب Razes أو Rhazes أو تمييزاً له عن عدد من الشخصيات الإسلامية التي سرى عليها إسم الرازي . وما نروم الوقوف عنده هنا هو الرازي الفيلسوف فقد كان يحب الفلسفة حبّاً قلّ مثيله . يذهب المسعودي المؤرّخ الشهير في كتابه " التنبيه والأشراف " إلى أن أبا بكر الرازي كان من أتباع الفيثاغوريثة " ، ويرى إبن النديم في " الفهرست " أن الرازي كان قد أكّد على أنّه من غير المقبول أن يسمى الإنسان فيلسوفاً إلا أن يصح له علم صناعة الكيمياء " . بيد أن الريحان البيروني كان قد أشار إلى أن الرازي ميّال لمذهب الهنود وآراء المزوكيين وتعاليم المانوية " . ويبدو أن هناك تضافراً لمشارب فكرية عديدة ساهمت في تكوين الوعي المعرفي عند الرازي ، فالرجل قد جمع في ذهنيته الفريدة مختلف ثقافات عصره وربط بينها في وحدة صحيحة تنم عن وعي عميق بالوجود . ومهما يكن من أمر ، فهناك خيوط أساسية عامة لفلسفة الرازي التي سوف يتعرّف القارىء عليها بشكل تفصيلي أثناء قراءة رسائل الرازي الفلسفية التي هي محور هذا الكتاب التي جمعها المستشرق التشيكوسلوفاكي بول كراوس ( 1904 – 1944 ) الذي مات منتحراً وهو في أوج عطائه الخصب النادر . وقد كان بول كراوس أستاذاً للغات السامية في جامعة القاهرة وتمحور اهتمامه على تاريخ العلوم عند العرب بعامة ، وعلى الكيمياء بخاصة . فكان اهتمامه الأساسي منصبّاً على جابر بن حيّان بالإضافة إلى شغفه البالغ بفلسفة الرازي . من هنا جاء نشره لرسائل الرازي الفلسفية هذه عام 1939 وقد اشتملت على ما يلي : 1- كتاب الطب الروماني . 2- كتاب السيرة الفلسفية . 3- مقالة فيما بعد الطبيعة . 4- مقالة في إمارات الإقبال والدولة . 5- من كتاب اللذة . 6- من كتاب العلم الإلهي . 7- القول في القدماء الخمسة . 8- القول في الهيولى . 9- القول في الزمان والمكان . 10- القول في النفس والعالم . 11- المناظرات بين أبي حاتم الرازي وأبي بكر الرازي . وهنا تسليط للضوء على مضامين بعض هذه الرسائل . 1- كتاب " الطب الروحاني ، وقد ورد ذكر هذا الكتاب في أكثر مصادر سيرة الرازي . وقد ذكره إبن أبي أصيبعة في كتاب " عيون الأنباء في طبقات الأطباء قائلاً : " كتاب الطب الروحاني ويُعرف أيضاً بطب النفوس غرضه فيه إصلاح أخلاق النفس وهو عشرون فصلاً " . 2- " كتاب السيرة الفلسفية " : وقد ورد ذكر هذا الكتاب في فهارس مؤلفات الرازي ، وقد سمّاه أبو الريحان البيروني . " كتاب السيرة الفلسفية " وهو العنوان المذكور في هذا الكتاب . وسمّاه القفطي وإبن النديم " كتاب ( في ) السيرة الفاضلة " . بينما ذكر إبن ابي أصيبعة في ترجمته للرازي ثلاثة عناوين مختلفة : " كتاباً في سيرة الحكماء " ، " كتاب في سيرته " ، " كتاباً في السيرة الفاضلة وسيرة أهل المدينة الفاضلة " وقد خصّص الرازي كتابه هذا لسيرة سقراط وفلسفته . 3- " مقالة فيما بعد الطبيعة " . يمكن القول أن أكثر المسائل بحث الرازي عنها تدور في هذه المقالة حول الطبيعيات ، وليس فيها إلا قليل مما يدخل فيما يعتبر علم ما بعد الطبيعة عادة ، وربما تكون المقالة قطعة من كتاب آخر للرازي . أما عن كتابه " في سمع الكيان " أو من كتابه " في الآراء والطبيعة " . 4- مقالة في " إمارات الإقبال والدولة " . وقد ذكر البيروني في هذا العنوان في قسم ما ألّفه الرازي " في فنون شتى " . وإن محتوى هذه المقالة سياسي أكثر منه فلسفي . ولعلّ الرازي ألّفها قصداً منه للتقرّب من بعض أمراء زمانه . 5- " من كتاب اللذة " للرازي مذهب مشهور في اللذة أشار إليه في كتاب الطب الروحاني في كتاب السيرة الفلسفية . أما إبن أبي أصيبعة فقد لخّص موضوعه قائلاً " كتاب في اللذة غرضه فيه أن يبيّن أنّها داخلة تحت الراحة " . 6- " من كتاب العلم الإلهي " . وقد نسب أصحاب التراجم إلى الرازي بعض مصنفات متصلة بالعلم الإلهي ، ويظهر أن كتاب العلم الإلهي هذا كان يحتوي على عدة مقالات كما يتبيّن من أصحاب التراجم بأن أبا القاسم البلخي نقض المقالة الثانية منه . ويمكن القول أن أبا الحسن علي بن الحسين المسعودي كان يقصد إلى كتاب العلم الإلهي حين نُسب إلى الرازي كتاباً على مذهب السفرتاغوريين في ثلاث مقالات ألّف بعد سنة " ثلاثمائة وعشرة " . ولمّا كان الرازي قد بسط في كتاب العلم الإلهي مذهبه في القدماء الخمسة ، فمن المرجّح أنّ الكتاب الموسوم " بالقول في القدماء الخمسة " الذي ذكره الطوسي والجرجاني ليس إلا هذا التأليف الذي ضمّه هذا الكتاب . 7- " القول في القدماء الخمسة " وقد اشتهر الرازي بقوله في قدم الخمسة وأودعه في العديد من كتب ، حتى أن بعض المتأخرين نسب إليه كتاباً موسوماً بالقول " في القدماء الخمسة " . وقد تمّ جمع القطع المتصلة بهذا المذهب الغريب في هذه المقالة ، مع الإشارة على تفصيل إحتجاجات الرازي في سياق هذا الفصل . 8- " القول في الهيولى " ذكر أصحاب التراجم عدة مؤلفات للرازي في القول في الهيولى " . أما الرازي فإنه أشار في كتاب السيرة الفلسفية إلى " كتبنا في الهولى " ، والملاحَظ أنّه عُني بالهولى في كتابه العلم الإلهي أيضاً . 9 – " القول في الزمان والمكان " ، وقد كان قول الرازي في المكان والزمان من أخصّ مميّزات فلسفته الإلهية ، حيث عالج هذين الموضوعين في كتابه " العلم الإلهي " . 10- " القول في النفس والعالم " . قد كان الرازي في كتابه " العلم الإلهي " وغيره من الكتب قد بحث في قدم النفس الكليه واشتياقها إلى الهيولى وهبوطها فيها وتشبثها بها . وذكر إبن سينا وغيره ما يدل على أن الرازي قوله في حدوث العالم قصد على مخالفة أرسطوطاليس . 11- " المناظرات بين إبن حاتم الرازي وأبي بكر الرازي " فهي مقتبسة من كتاب " أعلام النبوة لأبي حاتم الرازي . نبذة الناشر:آثرنا أن نبدأ هذه السلسلة، بمؤلف هام جداً لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي قام بتحقيقه وجمعه وشرحه المستشرق التشيكوسلوفاكي بول كراوس. ونحن نشعر بالأسف لأن مؤلفات الرازي الفلسفية بأكملها قد اختفت أو تمّ إتلافها ولم يبق أي كتاب فلسفي له على الإطلاق سوى هذا الكتاب الذي نعيد نشره ها هنا ليظل رمزاً صامتاً يدل على عمق وعي الرازي وعلى الظلم الكبير الذي تعرض له هذا الوعي حتى جاء بول كراوس وأعطاه بعضاً من حقه وذلك من خلال إظهاره الرازي الى النور من جديد بعد مضي أكثر من ألف عام على موته.
إن من أشنع الجرائم التي يمكن أن ترتكب بحق الإنسانية والحقيقة هي إتلاف مؤلفات مفكر ما لأنه عارض ورفض الإيديولوجية السائدة في عصره سواء كانت دينية أو سياسية. وعلى أي حال سوف نظل نشعر بالمرارة دائماً بسبب ما تعرضت له كتب الرازي من إخفاء وتخريب. وهذا الشعور سوف يشاركنا فيه كل إنسان مؤمن بحرية الفكر. إقرأ المزيد