تاريخ النشر: 01/05/2007
الناشر: دار الأرقم
نبذة نيل وفرات:يعتبر الجيل الأول من الأمة الإسلامية خيرها حالاً وزماناً، إذ هم صفوة الصفوة، وخير الأجيال بعد الأنبياء والمرسلين لثبوت الإيمان ورسوخه عندهم، وملازمة الترضي عليهم كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، فسيرهم رضي الله عنهم مصادر لنشر الخير، وإيقاظ للعاطفة الدينية التي ما زالت تنمو وتزداد فتشغل ...القلوب إيماناً وحساً...
لقد كان التغيير معهم وبهم، إذ تغير حالهم وانقلبوا على ماضيهم، وحرصوا على مستقبلهم الإيماني فبذلوا في سبيل دينهم المال والنفس، هاجروا عن أوطانهم تركوا ممتلكاتهم، صبروا على الشدائد والمصاعب والمكاره، قدموا كل ما يملكون إذ ضحوا وجاهدوا في سبيل الله فعز الإسلام بهم.
حملوا الأمانة، ورفعوا الراية، فكانوا دعاة وحماة للدين، صادقين في العرض، حريصين على البلاغ والتعليم، واهتدى الناس بهم، فأسعدوا من حولهم وانتقلوا من مصر إلى مصر حتى بلغوا الأمصار دعاة وفاتحين، أثنى الله عليهم في آيات كثيرة بلغت العشرات جملة وتفصيلاً تصريحاً وتلميحاً.
ثم جاء الثناء على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فوصفهم بجملة من الثناء، والشهادة لهم بالإيمان والخيرية، فارتبط ثناؤهم بحب النبي صلى الله عليه وسلم لهم، فكانوا متفاوتين بالقرب منه والتزامهم به.
إضافة إلى عناية الأمة بأخبارهم، فدونوا الكتب في سيرهم، وتمثل ذلك في تصنيف تراجمهم من شتى المؤلفات، فكانت الفضائل والمناقب تشير إلى ذلك، وتسهم في خدمة الإسلام فقهاً وتزكية.
ومن ضمن هؤلاء مؤخراً، قام العالم الجليل الشيخ محمد يوسف الكامدهلوي بإفراد ذلك الجيل بكتاب قيم، وتناول أخبار الصحابة وسيرهم، سماه "حياة الصحابة".
ويعتبر هذا الكتاب -بشكل عام- من الكتب المهمة والقيمة إذ حوى المعلومات الواسعة والمتنوعة والمثبتة والمسندة، واعتمد على المصادر الكثيرة ومنها: كنز العمال، حلية أبي نعيم، البداية والنهاية، المستدرك للحاكم، وسنن البيهقي، وطبقات ابن سعد ومجمع الزوائد، وتفسير ابن كثير...
وأما بشكل خاص فقد قام المؤلف بتقسيم الكتاب إلى مواضيع وأبواب يندرج تحتها عدد من الصحابة مبيناً في كل موضوع السلوك والحالات التي تخدم الدين، وتكون مؤثرة في قارئها من الناحية الدعوية والاجتماعية في الكشف عن أخبارهم في الدعوة والجهاد والبذل والعطاء، وسارداً النوادر من القصص والأخبار والأحاديث والآثار...
احتوى كتاب حياة الصحابة في تسعة عشر باباً، شملت تقريباً ألوف النصوص والقصص والأخبار التي حكت سيرة خير القرون، وبينت أحوالهم فكانت من مميزاته: جمعت أخبار الصحابة التي يندر وجوده من عشرات الكتب المعنية بهذا الأمر، فكانت ملخصاً سهلاً نقياً، يسهل معرفته وقراءته، وبينت نبل هؤلاء وإخلاصهم، وكذلك بينت جهد المؤلف في خدمته لهذا الموضوع.
وبالنسبة لأهمية هذا الكتاب منذ عمل على إخراجه، حيث تم الاهتمام بتصحيح الكلمات التي احتوت على التصحيف، مقارنة مع الروايات المتعددة للخبر، وشرح الألفاظ الغريبة والعبارات الغامضة لمتون الحديث والآثار، وضبط الأعلام والأماكن، وتخريج الآيات القرآنية، ووضع عناوين للموضوعات، فهارس علمية. إقرأ المزيد