الغناء والمعازف في الإعلام المعاصر وحكمهما في الإسلام
(0)    
المرتبة: 38,244
تاريخ النشر: 01/12/2006
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الغناء ظاهرة إنسانية تشترك فيها جميع الأمم، فليست هناك أمة إلا ولها غناء، ذلك أنه من خصائص الطبائع البشرية، فلكل حاسة من حواس الإنسان مستلذاتها.. والأذن تستلذ الأصوات العذبة الحلوة، والحناجر مختلفة الأصوات، فمنها ما هو عذب كأصوات البلابل، ومنها ما هو مستنكر كخوار البقر، ونهيق الحمير... ولم يحفظ ...التاريخ من فنون الشعر أكثر مما حفظ من الفن الغنائي، ولا شك أن الغناء بادىء أمره كان غفلاً عن الآلات، ثم رئي لزيادة تحسينه أن تضم إليه الآلات (أي المعازف) بالأصوات، صار الغناء صناعة وفنّاً، وهو بهذا موضع بحث المؤرخين القدامى والمحدثين. وصناعة الغناء قديمة عند الفرس والروم، لأنهما دولتان حضاريتان سبقت العرب، ولم تكن أمة بعدهما أولع بالطرب والملاهي من العرب. وقد عرفوا قديماً بمحبتهم للغناء، وهناك نصوص كثيرة متفرقة من كتب التاريخ والأدب تشهد بأنهم كانوا يغنون من المهد الى اللحد.. إذ كانوا يرقصون أطفالهم بالغناء، كما كانوا يبكون موتاهم بالنواح، وهو ضرب حزين من الغناء، وقد اشتهروا بحدائهم للابل في مسيرهم وترحالهم، كما اشتهروا بأغانيهم في الحروب وأشعارهم الحماسية. وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، ظلّ الغناء بالمدينة منتشراً دون سرف، وهناك أحاديث كثيرة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يحرّم الغناء، بل على العكس كان يبيحه. ومازال الغناء يتطور عبر امتداد التاريخ والفتوحات الإسلامية حتى اشتهر في الدولتين الأموية والعباسية وطال الخلفاء أنفسهم. وقد دخلت اليه الصناعة المتقنة والآلات الموسيقية ذات المنشأ العجمي، فانحرف بذلك من الفطرة السليمة حيث كان مقصوداً لغيره، الى المجون والخلاعة والفسق حيث أصبح مقصوداً لذاته. إلا أن ما هو مقبول من الغناء والذي لا يخرج عن الفطرة هو الغناء الخفيف غير المثير، ولا المهيج للغرائز، والذي لا يضيع الشخصية والقيم والآداب. وحينئذ يكون الاعتدال في الأحكام مطلوباً شرعاً وواقعاً. وهذا ما يجده القارئ في هذا الكتاب القيّم الذي أحاط مؤلفه بموضوع حكم الغناء والمعازف في الإسلام وكل ما يتعلق به، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، أو اجتهادات العلماء والمعاصرين. وكان اطلاعه شاملاً، وتوثيقه دقيقاً، وايراده المختلف جوانب الموضوع كاملاً، ولعل أفضل ما في هذا الكتاب من مقدمات حول سرد المصنفات الموجودة في الموضوع قديماً وحديثاً، حيث أورد المؤلف 154 مصنفاً تناولت حكم الغناء والموسيقى والآلات. بالإضافة الى ذلك فقد انفردت معالجة هذا البحث بمزية الخروج عن الموضوع الفقهي الذي اتسمت به جميع الدراسات السابقة لموضوع الغناء، حيث اقتصرت معالجته في ميزان الحلال والحرام فقط، معرضة عن النماذج المختارة التي تبثها وسائل الإعلام يومياً في عالمنا الإسلامي والتي حواها هذا البحث. كما أن للبحث ميزة خاصة لاحتوائه على صور المغنين والمغنيات مع نصوص شعرية لكلمات أغانيهم، وتبيان الآثار الناجمة عن الغناء الماجن من إدمان على المخدرات، وزنى، وهتك أعراض، وجرائم القتل، والخطف، والكفر الصريح، واللهو والإعراض عن ذكر الله، والتي تعتبر من المفاسد التي حاربها الإسلام ولا يقوم أي مجتمع بوجودها، وهذا ما بيّنه المؤلف ووضّحه. إقرأ المزيد