تاريخ النشر: 04/01/2007
الناشر: دار ومكتبة الهلال
نبذة نيل وفرات:كتاب الحيوان أول ما يوحي العنوان يأخذك إلى الجاحظ وكتابه بل موسوعته الشهيرة التي جمع فيها عالم الحيوان وبراعة الأدب والتاريخ، فصار مرجعاً لأهل العلم والمعرفة بشؤون الحيوان والأدب لما جمع فيه من دقة الملاحظة والعلم والدراية في كل الأبواب المعرفية العلمية منها والأدبية.
لنقف لحظة استدراك، نحن هنا لسنا ...بصدد كتاب الحيوان للجاحظ، بل نحن نقدم لكتاب الحيوان للدميري، فتشابه الأسماء لعنوان الكتاب عند الجاحظ والدميري قد يربك القارئ بأي اتجاه يجد متعته والفائدة مع من تكون؟ لسنا نفاضل بين الاثنين، فلكل منهما ميزة ونفحة يعطرون بها مجالس الفكر والثقافة والحضارة.
وما بين أيدينا روح الدميري في حيوانه كأنه أراد به أن تخلد روحه بهذا العمل الفذ، فجمع في موسوعته، عالم الحيوان بكل أصنافها وأنواعها مفصلاً فيها تكاثرها وعاداتها وطبائعها ما يغني الدارسين والهواة في مجال الحيوان الشيء الكثير.
ونثر حول الكم الهائل من عالم الحيوان أصنافاً من العقاقير لكل داء يصيب بني البشر، ومادة الدواء لم تكن بعيدة عن الحيوان بل هي منه ففي كل جزء منها تجد شفاء لعلة سقيمة ومستديمة ومن دوائها يصحوا العليل من دائه، اختاره، الدميري، من أطباء وحكماء اليونان والرمان والعرب والصين والهند، فقد استحضر علوم البشرية في كل حضاراتها وجمعها ليصبها في كتابه المتين بعلمه وتهذيبه، لم يكتفي المؤلف بذلك، فقد أغنى الكتاب بتفسير الرؤيا، فولج في عالم المنامات وانتقى لكل رؤيا تفسيراً وتعبيراً انتقاها من خير المعبرين بهذا المجال.
أما باب الأدب والشعر واللغة والتاريخ والقصص فقد زخر الكتاب بجميع هذه الفنون كأنه أراد أن يكون هذا الكتاب موسوعة شاملة في الطب واللغة والأدب والتاريخ والفقه وعالم الرؤيا والأرواح... قدم لنا الدميري تحفة معتقة جمعها وبوبها حسب الحروف الأبجدية كي تكون أيسر على القارئ وأسلس وأمتع وأكثر فائدة..
فما إن تبدأ بمطالعتك حتى يستهويك الكتاب وتعوم في بحره وتنسى المرسى والميناء تذهب الساعات والأيام في متعته وتشتاق إلى أوله حين تبلغ خاتمته. كتاب الحيوان للدميري اقتنائه ضروري في كل مكتبة من مكاتبنا ليرفدها بجوهرة وتحفة فنية وأدبية رائعة. إقرأ المزيد