ما بعد الاستشراق ؛ الغزو الأمريكي للعراق وعودة الكولونياليات البيضاء
(0)    
المرتبة: 22,311
تاريخ النشر: 01/03/2007
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:ما يطمح هذا الكتاب إلى إثارته هو على وجه التحديد، رؤية إمكانيات أكبر وأفضل للربط الخلاق، بين عودة الاستعمار القديم إلى مستعمراته وبزوع عصر استشراق عالمي جديد (عصر ما بعد الاستشراق) حيث يتلاشى الموضوع الكلاسيكي عن سحر الشرق ليحل محله موضوع مركزي آخر هو: سحر الغرب الخفي الذي يلهم ...بلداناً وجماعات وثقافات لا حصر لها في هذا العالم، ويرغمها على محاكاته والتماثل معه. وذلك ما سوف يتجلى بشكل شديد الحيوية، والتواتر في المحاولات المحمومة لتسويق استراتيجية الحرب على الإرهاب، وتصويرها وكأنها حرب مقدسة مضادة ضد حرب مقدسة أخرى، خفية وشيطانية ومتوحشة يشنها الإسلام الشرقي ضد الغرب وحضارته ومدنيته، وضد سحره الذي يطغى على مساحات شاسعة من العالم.
وفي إطار هذه الحرب التي بدأت في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 جرى دمج ماكر للعراق بأفغانستان وظهرت صورة جديدة لبلدين وجماعتين بشريتين من العالم الثالث، وكأنها صورة بلد واحد وشعب واحد مصدر للعنف ضد الغرب، تكاملاً ونضجاً داخل مرآة التخيل في هيئة كائن أخطبوطي، شرير وشيطاني قادر على التمدد فوق المساحة الفاصلة بين بغداد وكابول، ويمسك في ذراعه اليسرى -مثل آلهة الأولمب المهيبة -بأسلحة التدمير الشاملة المرعبة، بينما يمسك في اليد اليمنى بسلاح الأصولية الفتاك.
إن بغداد الأفغانية، أي بغداد التي تعرضت لعملية (أفغنة) منظمة ومطردة وطوال أكثر من عامين، وحيث صورت بوصفها معقل بن لادن الجديد والبديل عن جبال تورا بورا، بل ومعقل خلفائه من الأصوليين الشباب بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، و"الوهابيين الشرسين المتسللين" من وراء الحدود، هي صورة تنتمي إلى نوع جديد من الاستشراق. إنه ما بعد استشراق سياسي، تقوم بموجبه وبفضله قوة استعمارية جديدة، بتخيل البلد نفسه وبالطريقة نفسها وللأهداف والأغراض نفسها أيضاً، ولكن بأدوات أخرى قد لا تمت لأدوات ووسائل التخيل الكولونيالي السابق بشيء.
هذا ما يرغب المؤلف في تفكيكه ورؤيته من منظور مغاير، ونحو هذا الهدف سوف يتجه، مصمماً على تقديم قراءة للاحتلال الأمريكي للعراق بالتلازم مع احتلال أفغانستان، ورؤيته كحدث افتتاحي لعصر ما بعد الاستشراق. إقرأ المزيد