رياض القرآن ؛ تفسير في النظم القرآني ونهجه النفسي والتربوي
(0)    
المرتبة: 101,010
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: عالم الكتب الحديث، جدارا للكتاب العالمي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:مما شك فيه أن العلم بكتاب الله عز وجل، هو أعظم العلوم درجة، وأرفعها شأنا، وأعلاها مرتبة، وأسماها منزلة. وتفسير كتاب الله من أهم العلوم الشرعية، به نعرف أوامره ونواهيه، وبه نفهم مقاصده ومراميه، وبه نعرف حلاله وحرامه، وبه نعرف جمال كل آية من آيات الكتاب الحكيم. لقد أقبل ...العلماء على كتاب الله يفسرون آياته، ويشرحون عباراته، ويقربونها إلى الناس، وإستخدموا لذلك المعارف التي كانت في زمانهم، وعلمهم الله إياها، فكان علم التفسير من أوسع العلوم، ففيه تجد علم الناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، واللغة، والإعراب والنحو، والبلاغة، والفقه، وأصول الفقه، والعقيدة، والقراءات، والقصص، وغير ذلك مما هو معروف في كتب التفسير.
وقد إنحاز كل تفسير من التفاسير السابقة بمنحى صاحبه، ومُتِوجّه كاتبه، فمن كان من أهل اللغة غلبت على تفسير أهليّّته، وبرز فيه سمته، ومن كان من أهل الفقه والأصول والتشريع، توجه إلى الإستنباط والأحكام الشرعية في تفسيره.
وما يميز هذا التفسير هو أنه – كما واضح في عنوانه الفراعي – على الأمور التالية: أولاً: النظم القرآني. النظم القرآني باب عظيم من أبواب إعجازه. والمقصود بالنظم إرتباط الكلم، وتعلق بعضه ببعض، كما يقول عبد القاهر الجرجاني في الدلائل. وهذا الإرتباط هو الذي ينشىء العلاقات التي تجعل الكلام متضامناً بعضه إلى بعض، دلالة وتركيباً. وهو الذي يفسر إختيار ألفاظ التراكيب لأداء المعاني المختلفة. وهو أول وجه من وجوه الإعجاز القرآني، وأولاها بالنظر في رأي العرب الذي كان نظم الكلام، يأخذ بمجاميع ألبابهم، ويستولي على عقولهم، فساق لهم القرآن دروباً من النظم لم يعهدوا بدقتها كلاماً، ولم يعرفوا في مثل إنتظام نسقها إنتظاماً.
ثانياً: التوجيهات النفسية والتربوية. القرآن هو دستور النفس الإنسانية وهو منهج تربيتها، وسبيل إستقامتها، وطريق نقائها، وخير علاج لأدوائها، ولا تخلو آية واحدة في كتاب الله من توجيه نفسي. وهذا هو الذي يميز القرآن عن سائر الكتب السماوية. وعلى الرغم من أهمية هذا الجانب في القرآن الكريم، فإن التفاسير لم تنتبه إليه، ولم توجه إليه لفتة ولا عناية. وقد كان القرآن حريصاً على تربية النفس الإنسانية بما يصلح شأنها، ويحفظها من الزلل، فتكون سعادة الإنسان في نفسه. وكان للمنهج القرآني في تربية هذه النفس تميز لا يدانيه تميز.
ثالثاً: التفسير الصوتي والتركيبي للقراءات القرآنية. ليس الإهتمام بالقراءات القرآنية جديداً في علم التفسير. فمعظم التفاسير القديمة تورد القراءات المختلفة لآيات الكتاب الحكيم. ولكن هذه التفاسير أو معظمها كانت تنزلق في منزلقات خطيرة، فقد كانت ترد بعض القراءات السبعية أو العشرية.
وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد ألفوا كتباً في توجيه القراءات القرآنية والإحتجاج لها من كلام العرب، فإن هؤلاء العلماء لم يتمكنوا من تفسير القراءات القرآنية تفسيراً صوتياً. ويركز هذا الكتاب على تفسير القراءات تفسيراً صوتياً أو تركيباً، بما يكفي لبيان أن هذه القراءات ما هي إلا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم.
رابعاً: التفسير بالإستقراء. لا بد عند تفسير القرآن من إستقراء السياقات، وإستقراء الدلالات المختلفة للتعبير الواحد، وإستقراء كل ما يتصل به من أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وتاريخ النزول. ومن صور الإستقراء تفسير القرآن بالقرآن. وهو باب عظيم من أبواب التفسير بالإستقراء. وفيه ألفت تفاسير عظيمة، منها مواهب المنّان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي، والتفسير القرآني لعبد الكريم الخطيب. إقرأ المزيد