السياسات التربوية في الوطن العربي
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: عالم الكتب الحديث
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تواجه الأنظمة التربوية تحديات هائلة في هذه المرحلة التي نقف فيها على مشارف الألفية الثالثة، وتتمثل تلك التحديات بالمتغيرات المتسارعة في شتى ميادين الحياة، وبخاصة العلمية والتكنولوجية، من تطور في الأفكار والمعارف وثورة في المعلومات وتغيير في المفاهيم، والتي تؤثر بصورة مباشرة على العملية التعليمية التعلّمية، كي تكون قادرة ...على تلبية احتياجات المستقبل الذي تزداد ضبابيته بين الحين والآخر. وبناءً عليه؛ فإن وظيفة التربية قد تغيّر مسارها من تزويد المتعلمين بالمعلومات والمعارف إلى تنمية قدرات المتعلمين في امتلاك أساليب وأدوات للحصول على المعلومات من مصادرها المتعددة والواسعة الانتشار.
وقد تنبهت دول العالم حتى النامية منها، إلى أن مصائر الأمم يتوقف على الكيفية التي سيعدون فيها أبناءهم تربوياً وتعليميًّا للقرن الحادي والعشرين، وقد تزايد الإدراك بأن التعليم المنشود، هو الذي يهيىء الفرد والمجتمع لحقائق وديناميات عصر جديد سريع التغير، خصائصه الإنفتاح الإعلامي والثقافي، والتسارع نحو إنتاج المعرفة وتوظيفها التوظيف الأمثل، "ويقدر خبراء الدراسات المستقبلية، أن الانفتاح الإعلامي والثقافي والتسارع نحو إنتاج المعرفة وتوظيفها التوظيف الأمثل سيتضاعف كل سبع سنوات، مما يتطلب تنظيماً سريعاً ومستمراً لمن يريد أن يستفيد منه، وهذا التنظيم السريع لتدفق المعلومات والتعرف على طرق استخدامها هو محك التقدم للقرن الجديد.
ويبدو أن النظرة التحليلية الأقل تشاؤماً ستقود إلى تغير غير رتيب للقيم والعلاقات الإجتماعية، ويكون هذا استجابة لدواعي التكيف اللاإرادي، الذي لا تستطيع المجتمعات إلا مواكبته، وإلا فإن قطار التطور سيتجاوزها غير مبال بها، " ويكفي القول، بأن قادة دول السوق الأوروبية المشتركة قد خصصوا قمتهم عام 1986 لدراسة مخاطر التكافؤ العلمي والتكنولوجي على دولهم، وبحثوا الوسائل الكفيلة بمجابهة هذه المخاطر، وكان التعليم على رأس تلك الوسائل.
وأمام هذه المعطيات والتحولات الحادة في النظام العالمي وآثاره المترتبة على المجتمعات والشعوب؛ فإن السياسات التربوية معنية بإعادة النظر بتوجهاتها وخططها الإجرائية المتنوعة في ضوء قدرة أهدافها العامة على الإستجابة لمعطيات العولمة والتسارع العلمي والتقني،" وهذا يتطلب إيجاد لون من التكامل والتنسيق مع السياسات الأخرى في النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ لوضع الآليات والإجراءات التي تكفل للإصلاح التربوي فرص النجاح والفاعلية. إقرأ المزيد