تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:بين يدينا عمل جليل قام به الدكتور خضر نبها، وهو عبارة عن جمع وإعادة تركيب تفاسير المعتزلة الأولى أو المبكرة استناداً إلى النقول الواردة عنها (وهي كثيرة جداً) في ثلاثة مؤلفات رئيسية في التفسير القرآني. التبيان للطوسي (460هـ)، ومجمع البيان للطبرسي (548هـ)، وتفسير فخر الدين الرازي (606هـ).
تنبه الدكتور نبها ...إلى هذا المشروع خلال عمله على المأثورات التفسيرية والحديثية المنسوبة إلى هشام بن الحكم (179هـ) المتكلم والمفسر الشيعي الكبير من النصف الثاني للقرن الثاني الهجري. تتلمذ هشام بن الحكم على الإمام جعفر الصادق (147هـ) وخاض جدالات كلامية كبيرة مع مخاصميه من المعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية والمتفلسفة طوال حوالي نصف القرن. ولأن كتبه ضاعت، فإن د.نبها تتبع شذراتها ونقولها في كتب الشيعة الإمامية بعد القرن الرابع. ولاحظ خلال تقليبه الدقيق لتلك الكتب غزارة الأخذ عن مفسري المعتزلة، ونسبة تلك الآراء إلى أصحابها بل إن ابن طاووس (664هـ) عاشق الكتب العظيم، يذكر أسماء تلك المؤلفات وأسماء أصحابها بالكامل، والأجزاء التي رآها من كل منها، وما هو في مكتبته وما ليس فيها. ولذلك فقد أقبل الباحث على لم شمل تلك التفاسير كل على انفراد ومن الكتب الرئيسية الثلاثة السالفة الذكر، ومن كتب أخرى ثانوية. وقد اجتمعت لديه شذرات ثمينة من تفاسير المعتزلة من القرن الثالث هي التالية: أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان الأصم (240هـ)، أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني (322هـ)، أبو القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي (319هـ)، أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي (303هـ).
وبعد أن ضم كل شذرة من الشذرات حسب نسبتها وترتيبها على السور القرآنية في جزء مفرد، أقبل على دراسة تلك النقول لتبين خصائص عمل كل من هؤلاء في التفسير القرآني، ووضع تلك الدراسة المستفيضة في التقديم.
وبين يدينا في هذا المجلد من موسوعة تفاسير المعتزلة كتاب تفسير أبي علي الجبائي وفيه اعتمد المؤلف في تفسير القرآن الكريم على أسلوب التفسير بالعقل، ويتجلى المنهج العقلي عند الجبائي في أسلوبه الجدلي، والبرهاني، ففي حديثه عن الشيطان ومسه، يرفض الجبائي ما يقوله الناس من أن المصروع إنما حدثت به تلك الحالة لأن الشيطان يمسه ويصرعه، ويبين الجبائي رفضه لهذا الكلام فيقول: "لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم". ويستدل الجبائي على كلامه هذا بأربعة وجوه: الأول دليل قرآني. والثاني والثالث والرابع أدلة عقلية.
واستعانة الجبائي في المنهج الجدلي-العقلي، جعله يستدل من القرآن على نصرة مذهب الاعتزال.
ونسير خطوة في المنهج الجدلي عند الجبائي، فنجده يناقش آراء المفسرين السابقين، وغيرهم، فيرد مثلاً على ابن مسعود، وحذيفة، والفراء والزجاج، وابن عباس، والبكرية. وأحياناً ينقل ما هو شاذ من التفسير، ويخالف ما هو مشهور عن المفسرين، والملفت، أن هذه المخالفة أكثر من اشتهر بها هو أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني.
وفضلاً عن ذلك، يشدد الجبائي كثيراً على ضرورة عدم مخالفة المفسر لظاهر القرآن لأن العدول عن الظاهر إلى التأويل، إنما يحتاج إليه عند قيام الدليل على أن إجراء اللفظ على ظاهره غير ممكن.
وأخيراً، يشير الجبائي إلى الخصوص والعموم في القرآن الكريم.نبذة الناشر:كتاب في تفسير القرآن يتميز بالاختصار، والاعتماد على المأثور في تفسير القرآن، وتفسير القرآن بالقرآن، واعتماد الرأي، والاهتمام بالأبعاد اللغوية والسياقية للنص القراني. إقرأ المزيد