رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام 'في عهد الخليفة المأمون'
(0)    
المرتبة: 91,749
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
نبذة نيل وفرات:يضم هذا الكتاب بين طياته رسالتين في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام الأولى رسالة الهاشمي وهي أول دعوة تبشيرية إسلامية صدرت عن مسلم موقن أنه على الحق. وهو يستعمل لسام المحبة والعقل، ويمتثل أمر القرآن: "لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".
فالكاتب يعرض الدين الإسلامي بصورة جذابة، مظهر ...سعة الروح والتأهل، والنزاهة في الدعوة، والاعتدال في مهاجمة النصرانية، إذ أن الرسالة موجهة ضد الدين المسيحي، ولكن بأسلوب حذق لبق ولهجة متزنة لائقة.
فالكاتب يقصد، برسالته هذه، أن يستميل القارئ المسيحي، وذلك: بمقدمة يظهر فيها روح المحبة والأخوة، ومعرفته للديانة المسيحية. وبشرح للدين الإسلامي، السهل المنهج والصحيح الاعتقاد. وبدعوة لترك الضلالة والكفر، ولاعتناق الإسلام، للحصول على فوائد الدنيا والآخرة. وبتساهل بنبذ استعمال القهر والعنف. و بسعة روح واستعداد لاستماع شرح عن الدين النصراني.
فالكاتب، مع أنه موقن بحقيقة الديانة الإسلامية، يصرح بأنه راغب في الاستعلام لمعرفة الحق والإقرار به. فهو يقصد الحوار لا الجدل. فلذا رسالته تبدو مثالية، إذ أنها تسير على الطريق التي يجب إتباعها ليكون الحوار مفيداً مثمراً.
أما الرسالة الثانية وهي للكندي فجاءت لدفاع عن المسيحية ودحض الإسلامية، فالكاتب يطرح بوضوح المسائل العقائدية التي تفصل المسيحيين والمسلمين، وهي: عقيدة الثالوت الأقدس، والعقيدة يسوع المسيح، رسالة ونبوة محمد، والوحي القرآني.
والكاتب يبحث هذه المسائل بصراحة واستقصاء، ويشرح الأسباب التي لا تسمح للمسيحيين بالإقرار أن محمداً رسول الله وأن القرآن منزل من عند الله.
ورسالة الكندي طويلة مفصلة، والشرح بين كاف، والدلائل كتابية تاريخية منطقية، والبرهنة قوية متينة نافذة، واللهجة مادة عنيفة وهجومية أحياناً، ولكنها تعرب عن الصداقة التي كانت تصل بين كاتبي هذا التبادل الرسائلي.
هذا الحوار يرجع عهده إلى وقت كان الجدال الإسلامي المسيحي يدور فيه بروح تغلب واعتزاز ولهدف تبشيري، فكل كان يعتقد أنه على الحق وأن الآخرين في ظلال، وأن عليه أن يزهد الباطل ويرشد إلى الصواب. فالدعوة التبشيرية كانت تمتزج بالمجادلة والمخاصمة. والكتاب كلهم، مسلمين كانوا أو مسيحيين، اتخذوا هذا الموقف الجدلي الخصامي الذي لا يمكن أن يؤدي إلى حوار حقيقي مفيد وبناء.
فعلى القارئ المسلم ألا يمتعض من رسالة الكندي، وذلك لأنها تحتوي على حقائق يجب التعبير عنها والاستماع إليها والتفكير بها. فلا بد من أن يستمع المسلمون إلى المسيحيين، وأن يستمع المسيحيون إلى المسلمين، وذلك ليتعارفوا ويتفاهموا، لإزالة سوء التفاهم والآراء المقبولة بدون تحقيق التي تفصلهم وتبعدهم بعضهم عن بعض.
ولكي يتعارف المؤمنون ويتفاهموا ويتقاربوا، عليهم أن يفتحوا حواراً دينياً بينهم، للبحث عن الحق والحقيقة ولخدمة الحق الذي أوحى الله به على أنبيائه. إقرأ المزيد