المعارضات في الشعر الأندلسي
(0)    
المرتبة: 154,320
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يهتم هذا الكتاب بدراسة المعارضات في الشعر الأندلسي دراسة فنية، حيث أخذت فيه المعارضات شكل ظاهرة أدبية برز فيها شعراء مجيدون أمثال ابن عبد ربه والأصم المرواني اللذين عارضا أبا تمام، وابن زيدون والأعمى التطيلي وابن دراج القسطلي وابن سهل الذين عارضوا المتنبي وغيرهم كثير ممن أعجبوا بأشعار المشارقة ...سواء القدماء منهم أو المحدثون، بالإضافة إلى شعراء أقاموا معارضاتهم إثبات القدرة والبراعة وكانت لهم في ذلك رؤية مختلفة وعلى رأس هؤلاء ابن شهيد في معارضاته لأعلام الشعر المشرقي من خلال رسالته التوابع والزوابع. و تزخر مصادر الشعر الأندلسي أمثال العقد الفريد والذخيرة والإحاطة وأزهار الرياض والنفح بعيد من ألوان المعارضات التي تكشف عن حجم هذه الظاهرة الأدبية بالإضافة إلى الثابت من خلال الإطلاع على دواوين بعض الشعراء الأندلسيين والوقوف على بعض القصائد التي تحاكي أشعار المشارقة أمثال أشعار امرئ القيس وزهير والنابغة وعنترة وحسان وأبي نواس والبحتري والمعري وغيرهم.
وقد كانت لهذه المعارضات أثراً من آثار الحركة الأدبية التي ربطن بين شرقي الوطن وغربيه عن طريق الرواية لفحول الشعراء المشارقة وحفظ دواوينهم وتدريسها والتصدي لها بالشرح والنقد والموازنة بين أقطابها مما جعل معارضة أشعارهم ظاهرة عامة بغض النظر عن اختلاف الدواعي إلى إقامة هذه المعارضة بأشكالها المتعددة والتي جعلت للأندلسيين بصماتهم الخاصة وتعدت بهم مرحلة التقليد والمحاكاة إلى الإبداع والبراعة والابتكار.
وقد رأى المؤلف أن يبدأ الكتاب بمدخل حول المعارضات يكشف عن مفهوم المعارضة ودلالاتها ودواعيها الأدبية والسياسية والقومية، وأثر الحركة العلمية الأدبية والاتصال الثقافي بين المشرق والمغرب في ظهور هذا اللون الأدبي في الأندلس، والفروق بين هذا الفن وغيره من الفنون الأخرى التي قد تشترك معه بشكل أو بآخر في السمات نفسها.
أما الباب الأول فجعله في ثلاثة فصول مخصصاً إياه كمدخل نظري لفن المعارضات يلقي عليها الضوء من خلال ثلاثة فصول، يعمي الأول منها بالمؤثرات المشرقية ودورها في نشأة فن المعارضات في الأندلس، ويعني الثاني منها باستعراض المفهوم اللغوي والمفهوم الاصطلاحي للمعارضة ثم أنواعها ومستوياتها، كما يعني بدراسة العمق التاريخي للمعارضات ومناقشات بعض الآراء في ذلك، كذلك يعني بعرض لمكانة هذا الفن ما بين مؤيد ومعارض ثم علاقة فن المعارضات بفنون أو مصطلحات أخرى قد تتشابه معها من بعض جوانبها.
وقد تمت الدراسة النظرية لهذا الفصل باستعراض آراء القدماء والمحدثين ومناقشة كل نقطة بالأسلوب المنطقي القائم على الاستدلال.
أما الفصل الثالث من الباب الأول فإنه مهتم بدراسة الاتجاهات التي أنشأ عليها شعراء الأندلس معارضاتهم.
أما الباب الثاني في هذه الدراسة فإنه مهتم بالدرس الفني للنص وقد اقتضت مصلحة البحث أم تكون النصوص غير محددة بإطار زمني من عمر دولة الأندلس، بل من مبدئها حتى نهايتها ليعطي هذا مساحة أوسع للبحث، وفرصة اختيار الأنماط المختلفة فيكشف بذلك عن عصور الازدهار والركود، وكذلك التقليد أن التجديد، كما يعطي البحث فرصة اختيار كمية متفاوتة من الشعراء في حقب مختلفة تمثل المؤثرات لسياسية والاقتصادية والاجتماعية عاملاً هاماً في تشكيل اتجاهاتهم الأدبية وطرائق تعبيرهم.
هذا وقد قسم الباب الثاني إلى فصلين يقوم الفصل الأول بدراسة النصوص المعنية بالمعارضات الخارجية التي تخص المشارقة. وقد تم فيها تناول عصرين مشرقيين، أولهما العصر الجاهلي وثانيهما العصر العباسي.
أما الفصل الثاني من هذا الباب فيقوم على درس المعارضات الداخلية بين الأندلسيين من الشعراء، وهذا الفصل من سعة الأنماط بحيث آثرت فيه الإيجاز على ألإطناب، فالمعارضات الداخلية ثرية الأنواع من مراسلات ومجاوبات وتذييل وتمليط وإجازة وتخميس، جميع ذلك بالإضافة إلى الشلك المعروف لقصيدة المعارضة، مما يدعو إلى إفراد مساحة أرحب في بحث مستقل.
وقد انتهى البحث إلى عدة من النتائج ليست كشفاً جديداً في ذاتها، إنما هي رصد لظواهر أدبية وجدت البيئة المناسبة والمسببات الدافعة إلى ظهورها ونضوجها. إقرأ المزيد