الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز
(0)    
المرتبة: 16,020
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:الكتاب المجيد دستور هذه الأمة ومنهاج حياتها، لذا عني به العلماء عناية لا نظير لها.
فتفننوا في تفريع علومه وتفصيلها تفنناً لم يتأت لأي كتاب، ومن علوم القرآن الكريم معرفة حقيقته ومجازه، وقد عرفهما الجلال السيوطي في كتابه الجامع "الإتقان في علوم القرآن" بقوله: "الحقائق في القرآن، وهي كل لفظ ...بقي على موضوعه، ولا تقديم فيه ولا تأخير، وهذا أكثر الكلام".
"وأما المجاز فالجمهور أيضاً على وقوعه فيه، وأنكره جماعة منهم: الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويزمنداد من المالكية، وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب، والقرآن منزه عنه، وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير، وذلك محال على الله تعالى.
"وهذه شبهة باطلة، ولو سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن، فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، ولو وجب خلو القرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص وغيرها".
ومن عناية العلماء بالقرآن قيامهم بإفراد هذا العلم بالتصنيف كغيره من علوم الكتاب المبين. فممن أفرده الإمام عز الدين بن عبد السلام وسمى كتابه: "الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز"، ولخص السيوطي هذا الكتاب وزاد عليه وسماه: "مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن"، وكذا أفاد منه الإمام ابن قيم الجوزية فاختصره في كتابه: "الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان".
وكتاب العز بن عبد السلام من أفضل المؤلفات في هذا الباب، فقد تضمن مباحث قيمة في علمي البيان والمعاني، ويعد من أنفس ما ألفه العز، مدحه غير واحد من العلماء، قال فيه الإمام تاج الدين السبكي في الطبقات 8/247: "ومن تصانيف الشيخ عز الدين القواعد الكبرى وكتابه مجاز القرآن، وهذان الكتابان شاهدان بإمامته وعظيم منزلته في علوم الشريعة". إقرأ المزيد