مدرسة الحديث في بلاد الشام خلال القرن الثامن الهجري
(0)    
المرتبة: 448,702
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:لقد كان من أهم ما اعتنى بها علماء الحديث تصنيف الكتب الخاصة بالمدن والأقاليم التي كان يوجد فيها علم الحديث والأثر، فاهتموا بمشاهير أئمتها وأعلام حفّاظها وأعيان محدثيها وإبراز مكانتها وتفوقها العلمي، واعتنوا بذكر أزمنة ابتداء العلم وذيوعه وشيوعه ونقصه وعدمه منها. وكان الحافز الأصلي هو الرغبة القوية في ...خدمة علم الحديث عن طريق التعريف بالرواة ومواطنهم، ومن أجل ذلك اعتبر التعرف على شيوخ البلد ورواتهم من أول ما تجب معرفته على طالب الحديث في ذلك البلد. وإذا كان اهتمام الناس اليوم بهذا العلم ضئيلاً لقلة من يحفظ أسماء الرجال، واعتمادهم على الكتب المختصرة واهتمامهم بجرح الراوي أو تعديله فحسب، فإن حفّاظ الحديث المتقدمين كانوا بعكس ذلك، إذ كانوا يولون مسائل هذا العلم اهتماماً عظيماً حتى أن بعض هذه المصنفات في تاريخ البلدان كان يدرس في حلقات العلم، وربما رحل البعض في طلب أحد هذه التواريخ. لذلك كثر التصنيف في هذا العلم، فألف في تاريخ المدينة ومكة ومصر وبغداد والكوفة والبصرة واليمن والمغرب.. كما حظيت بلاد الشام عند المتقدمين من حفاظ الحديث باهتمام كبير، وألف فيها الكثير، إلا أن المتأمل لتلك المصنفات حول الشام يرى أنها لم تتناول الشام في فترة محددة، فقد كان التأليف يشمل الحالة العلمية والتاريخية منذ نزف الفتوحات الى عصر المؤلف، كما أنها لم تفرد المحدثين وحدهم بالدراسة، فقد ذكرت غيرهم من العلماء والفقهاء والقضاة والأمراء، وهي لم تتناول الشام كوحدة متكاملة، بل كانت هذه المؤلفات تؤرخ لبعض المدن الشامية كدمشق وحلب وحمص، بالإضافة الى ذلك فإن تلك المؤلفات لم تكشف عن مناهج علمائها، فكان اختصارها على ذكر الأحداث التاريخية وتراجم العلماء. ومن جانب آخر فليس هناك اليوم من أحد من الدارسين من اعتنى بدراسة الحديث بالشام في القرن الثامن الهجري مع أنه يعد من أزهى العصور في الدراسات الحديثية، وظهر فيه كبار الحفّاظ وجهابذة المحدثين. إلا أن هناك من تنبه الى مكانة الحديث في هذا العصر ومضى على الإهتمام به وإفراده بدراسة مستقلة في بلاد الشام، العلامة محدث الديار الشامية عبد الفتاح أبو غدة (ت 1417ه) إذ يقول في مقدمة تحقيقه لكتاب "خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال": "يشهد الناظر المتأمل لهذه المؤلفات الكثيرة العظيمة الجامعة في خدمة رواة السنة المشرفة، كيف تلاحقت بهذه الكثرة البالغة وهذه السعة الشاملة في هذين القرنين: الثامن والعاشر، مما يدل على أن هذين القرنين، كانا يزدهران كل الإزدهار بالمحدثين الكبار الأفذاذ، والمحققين المتقنين الحفاظ الذين كانت تفيض بهم فيضاً الديار المصرية الشامية، فقد قدم الحديث الشريف وعلومه في هذين القرنين والقرن السابع قبلها في تلك الديار أيما خدمة.. وينتهي الى القول، وجدير بهذين القرنين أن يخصا منفردين أو مجتمعين بدراسة نهضة الحديث وعلماء الحديث فيها." وهذا ما جعل الباحث يختار موضوع بحثه في: "مدرسة الحديث بالشام خلال القرن الثامن الهجري" معرفاً من خلاله على محدثي الشام، الذهبي والمتري والبرازي وصلاح الدين العلائي وابن تيمية ومحمد بن أحمد بن عبد الهادي والمقدسي واسماعيل بن عمر بن كثير وبدر الدين بن جماعة وغيرهم حيث استطاع بهذا وما تبعه وما كمله من دراسة رسم معالم جليلة عن المدرسة الحديثية بالشام خلال القرن الثامن الهجري. إقرأ المزيد