تاريخ النشر: 01/10/2006
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:في مجموعته القصصية "سحابة من عصافير" يقدم الروائي "محمود الريماوي" شخصيات إنسانية مركبة ومعقدة كاشفاً لقارئه عن جوهرها الإنساني الغامض الذي يجعلنا أمام قصص بنهايات غير متوقعة.
في البداية تتصرف الشخصيات بشكل اعتيادي، أي أن هناك خط سردي واضح المعالم، يبدأ بفعل وفاعل وشخصيات محددة الملامح وأحياناً تمتلك أسماء متعارف ...عليها، وأماكن ودول ومدن معروفة يجول فيها صوت الراوي. ولكن قبل أن نصل إلى نهاية القصة، تفضي بنا الأحداث إلى نهاية تقلب توقعاتنا وتدهشنا.
ففي القصة التي تحمل المجموعة اسمها، يكون التناقض بين تلك الموسيقى التي تصدرها العصافير التي تعبرالسماء في ساعة محددة، ثم تحط رحالها على أشجار الحديقة المقابلة للفندق الذي يقطن فيه الراوي، وبين ذلك الصوت الصادر عن امرأة تصرخ في الساعة نفسها التي تهبط العصافير فيها.
تزامن هذين الأمرين الذين يحدثان في وقت واحد، الصراخ المزعج، وهبوط تلك المخلوقات الرقيقة، الطيور، لا ينكشف لغزه إلا باقتراب القصة من نهايتها، أي بعدما تقع جريمة تروح ضحيتها تلك المرأة.. التي تكون كما يؤكد موظف الفندق، "مصابة برهاب الطيور" وهنا تحوم الشكوك حول مقترف الجريمة؟ وتنتهي القصة برؤية الراوي مشهد الطيور واستحضاره ذلك الصراخ الذي بات مفقوداً، وبذلك تنتصر القصة لقيم الجمال المستمد من الطبيعة في مواجهة قيم المدينة وعلاقاتها الواهية...
مجموعة قصصية رائعة تتمظهر من خلالها النصوص، راسمة شكلها ومضمونها القصصين، بكل ذلك الدفق الحيوي النبيل والمضمون الإنساني الأنيق للقصة القصيرة التي تميزت بها أعمال "الريماوي" الذي أراد تقديم معنى مختلف عن السائد فكان من الأدباء المجددين والحداثيين الذين يستحقون القراءة والتقدير...نبذة الناشر:في غرفة مجاورة لغرفة القتيلة المجهولة، التي لم تنشر الصحف صورتها، والتي تخيلتها امرأة في مقتبل الستين غريبة الأطوار وذات شمائل طيبة، لكن الماضي الذي أثقل عليها، جعلها ذات ميول انتحارية. وهناك الكدر الشديد الذي كان ينتابني ما إن تبدأ دوامة أسراب العصافير. وبرغم ثقتي ببراءة هذه الكائنات الصغيرة فقد باتت هذه الحومة من الأناشيد والزقزقات، تخلو من انبعاث الصرخة البشرية التي افتقدتها، والتي كانت تنبض بحياة صاحبتها، وتنبئ بأمور ظلت غامضة بالنسبة إلي. إقرأ المزيد